شكل تثمين الموروث الثقافي والمعماري والأدبي المحلي، وكذا نقله للأجيال الصاعدة، محور الدورة الخامسة لمنتدى الأطلس المتوسط للأدب والفنون، التي افتتحت الجمعة بأزرو.
وجمع هذا الموعد السنوي المنظم من قبل مؤسسة “ذاكرة من أجل المستقبل” بالمركز الثقافي لأزرو، إلى غاية 14 يونيو، ثلة من الباحثين والفنانين وممثلي المجتمع المدني وساكنة المدينة، حول موضوع الحفاظ على التراث المحلي ونقله.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت رئيسة مؤسسة “ذاكرة من أجل المستقبل”، لمياء الراضي، أن هذه اللقاءات السنوية تجمع ساكنة مدينة أزرو إلى جانب مثقفين وأكاديميين ومتخصصين، للتفكير المشترك حول التراث الجهوي، والمحافظة عليه، ونقله على الخصوص للأجيال الصاعدة.
وأشارت إلى أن “هذا اليوم الأول تمحور حول التراث الأمازيغي، من خلال العديد من المداخلات التي قدمها متخصصون في المنطقة وفنونها وثقافتها”، مضيفة أن اليوم الثاني سيهتم بالحوار بين الثقافة الجهوية للأطلس المتوسط وباقي مكونات الهوية المغربية، وكذا الجسور الممكنة مع ثقافات أجنبية أخرى.
كما شددت السيدة الراضي على أهمية هذه التبادلات، التي تسمح بإبراز نماذج تنموية لتثمين التراث، بمشاركة خبراء أجانب جاؤوا لتقاسم تجاربهم، مبرزة أن هذه المقاربة تهدف إلى إغناء التفكير حول مستقبل التراث المحلي، وتشجيع الشباب على التملك الثقافي لهذه الثروة.
من جانبه، أبرز مدير المركز الثقافي لأزرو، زهير بوشيبة، المكانة التي يحظى بها الشعر الأمازيغي والخيمة في الأطلس المتوسط، باعتبارهما رمزين كبيرين للتراث الجهوي، مؤكدا على الإرادة في النهوض بالثقافة المحلية وجعل أزرو مركزا ثقافيا حقيقيا.
من جانبه، سلط ضيف شرف هذه الدورة، الوزير الأسبق امحند العنصر، الضوء على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري، لاسيما بالمناطق القروية والجبلية، مؤكدا على ضرورة معرفة الماضي والمحافظة على الهوية من أجل الانخراط بثقة في المستقبل.
كما شدد السيد العنصر على دور المنتدى في تحسيس الساكنة بقيمة هذا الموروث، سواء من الجانب الاقتصادي أو التاريخي أو الهوياتي.
وأشار، في هذا السياق، إلى المثال المتعلق بترميم دير تومليلين، باعتباره رمزا للحوار والانفتاح، مبرزا أن هذا الارتباط بالتراث يساعد على تعزيز الشعور بالانتماء، ويجب نقله للأجيال المقبلة.
وشهد اليوم الأول من المنتدى تقديم سلسلة من المحاضرات حول الخيمة الأمازيغية، باعتبارها عنصرا مهما في ثقافة الأطلس المتوسط، وكذا تكريم السيد امحند العنصر، إضافة إلى افتتاح معرض جماعي لفنانين من الجهة.
ويتضمن برنامج يوم السبت تكريم الصحافية والكاتبة زكية داود، وعرض فيلم “مقبولين، ضيوف تومليلين” للمخرجة إيزة جنيني، يليه نقاش، بالإضافة إلى ندوات حول الروابط بين التراث الجهوي والثقافات الأخرى.