دقت فعاليات مدنية وجمعوية بمدينة وجدة ناقوس الخطر إزاء انتشار متسارع لظاهرة مقلقة، تتمثل في استغلال تطبيقات المواعدة والتعارف الإلكترونية لتسهيل ممارسة الدعارة بشكل منظم، مستهدفةً بشكل خاص الطالبات والفتيات في وضعية هشاشة اقتصادية.
وعلمت كويك بوست من مصادر متطابقة أن شبكات منظمة وأفراداً يستغلون تطبيقات شهيرة، من قبيل “SAY” و”AFRI” وغيرها من المنصات الرقمية، لتحويل شقق سكنية، خاصة في مشاريع السكن الاقتصادي ومحيط جامعة محمد الأول، إلى أوكار لممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية محددة.
حسب شهادات استقتها كويك بوست من سكان ببعض عمارات السكن الاقتصادي، فإن الظاهرة أصبحت تؤرق راحتهم وتهدد سلامة أبنائهم. يقول (م. أ.)، أحد سكان حي جديد بضواحي وجدة: “لم نعد نشعر بالأمان. غرباء يدخلون ويخرجون من بعض الشقق في أوقات متأخرة من الليل، والأمر لم يعد سراً. إنها شقق حُولت بالكامل لممارسة الدعارة”. وتضيف (ف. ل.)، قاطنة بنفس الحي: “الكل يعلم أن الأمر يتم عبر تطبيقات على الهاتف. يتم الاتفاق على كل شيء إلكترونياً، والموعد يكون في هذه الشقق التي يتم كراؤها خصيصاً لهذا الغرض. سمعة الحي أصبحت في الحضيض بسبب هذه الممارسات”.
لا يقتصر الأمر على أحياء السكن الاقتصادي، بل يمتد الخطر ليصل إلى محيط جامعة محمد الأول، حيث كشفت مصادر طلابية أن بعض الطالبات يقعن ضحية لهذه الشبكات بسبب ظروفهن المادية الصعبة. يوضح ناشط طلابي، فضل عدم الكشف عن هويته، لكويك بوست: “الظاهرة موجودة للأسف. بعض الطالبات اللواتي يعانين من مصاريف الكراء والدراسة يجدن أنفسهن أمام إغراء المال السريع. تبدأ القصة بـ’دردشة’ على تطبيق، وتنتهي باستغلال بشع مقابل 200 درهم أو أقل أحياناً”. وتعمل هذه الشبكات، وفقاً للمصدر ذاته، على استقطاب الفتيات عبر وعود كاذبة أو عبر استغلال حاجتهن الماسة للمال، مما يحول محيط الحرم الجامعي، الذي يفترض أن يكون فضاءً للعلم والتحصيل، إلى منطقة صيد للمستغلين.
أمام هذا الوضع، يطالب متتبعون للشأن المحلي بمدينة وجدة السلطات الأمنية بالتحرك العاجل وتكثيف حملاتها لمداهمة هذه الأوكار التي تسيء لسمعة المدينة وتهدد نسيجها الاجتماعي. كما دعا حقوقيون إلى ضرورة مراقبة هذه التطبيقات الإلكترونية التي تحولت من منصات للتعارف إلى أدوات لتسهيل الجريمة،







