وقال السيد أزولاي، خلال كلمته في ختام المنتدى الأول رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي، إن “المغرب وإفريقيا سيجدان مكانهما الصحيح في هذه التكنولوجيا المستقبلية دون أي تعقيد”، مشيرا إلى أن “تاريخنا يشجعنا على امتلاك كل الجرأة والطموحات” في هذا المجال.
وأضاف مستشار جلالة الملك “لقد أظهر هذا الحدث رفيع المستوى كيف أن إفريقيا مستعدة للانضمام بقوة إلى عالم الذكاء الاصطناعي هذا، وبالتالي إظهار مرونتها وتبصرها لمواجهة مخاطرها وتحدياتها، خاصة وأن الأداءات السابقة للمغرب وإفريقيا هي أبلغ شهادة على ذلك”.
كما حذر من “انتكاسة أخلاقية وجماعية محتملة”، لافتا إلى أن اليونسكو كانت المؤسسة الأممية الوحيدة التي تطرقت إلى مستقبل هذه التكنولوجيا الجديدة، خاصة من حيث أخلاقيات استخدامها.
وتابع السيد أزولاي أن “اليونسكو أعطت إشارة منبهة من خلال التأكيد على الأسس الحضارية والأبعاد الأخلاقية والمعنوية للذكاء الاصطناعي”، منوها بمبادرة المنظمة الأممية لـ”اختيارها الحكيم” لإفريقيا بوصفها مجالا لتطبيق توصيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، هنأ المدير العام المساعد للاتصالات والمعلومات في اليونسكو، توفيق الجلاصي، الذي شارك في الجلسة الختامية، بالشراكة بين اليونسكو ومركز “حركة الذكاء الاصطناعي” التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لتنظيم هذا المنتدى رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي في إفريقيا.
وأكد السيد الجلاصي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اليونسكو وصفت مركز حركة الذكاء الاصطناعي، في نونبر الماضي، بأنه مركز من الفئة الثانية، مشيرا إلى أن هذا القرار للمجلس التنفيذي لليونيسكو يشكل “تصويتا على الثقة والاعتراف بتميز هذا المركز البحثي و إمكاناته القوية للمستقبل”.
وأضاف “نحن على ثقة في أنه من خلال قيادة المغرب، الذي كان القوة الدافعة وراء هذه الحركة، سيساهم مركز حركة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في طفرة تكنولوجية كبيرة لصالح القارة الإفريقية”.
وتميز الحفل الختامي للمنتدى رفيع المستوى الأول حول الذكاء الاصطناعي باعتماد “اتفاق الرباط”، حيث يتمثل الهدف من هذا الإعلان، المنبثق عن خلاصات وتوصيات المنتدى، في أن يكون نصا إفريقيا موحدا بشأن الذكاء الاصطناعي ودعوة إلى العمل من أجل أن يكون الذكاء الاصطناعي عاملا لتسريع التحولات الهيكلية لبلدان الجنوب.
ويؤكد الاتفاق على أن الطموح القاري للمنتدى رفيع المستوى هو إدماج إفريقيا في النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي من خلال التذكير بأن الصوت الإفريقي لا ينبغي أن يُفصل عن كبار الفاعلين الدوليين، كما يشدد على الحاجة إلى ذكاء اصطناعي إفريقي ذي سيادة يتكيف مع تحديات القارة، وهو طموح ممكن.
ولأول مرة، يتفق أكثر من 20 بلدا تمثلها وفود وخبراء رفيعو المستوى في الرباط على الحاجة إلى معالجة القضايا العالمية المرتبطة ارتباطا مباشرا بالذكاء الاصطناعي.
وبموجب هذا الاتفاق، تلتزم مجموعة الفاعلين الأفارقة، على الخصوص، بثلاثة مبادئ تأسيسية من شأنها تعبئة المؤسسات في جميع أنحاء القارة، ويتعلق الأمر بالعمل من أجل وضع إطار مشترك للحكامة العالمية والشاملة للذكاء الاصطناعي، وتسخيره في القطاع العمومي وخدمة الصالح العام الإفريقي، وضمان تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه الأخلاقي على أساس حقوق الإنسان لخدمة الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى الدولي، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (من 3 إلى 5 يونيو الجاري)، من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، قد عرف مشاركة ممثلي أزيد من 30 دولة، منها 15 دولة إفريقية، بهدف وضع أسس استراتيجية إفريقية للذكاء الاصطناعي.