تنفيذًا للتعليمات الملكية السامية، تنظم القوات المسلحة الملكية، بشراكة مع القوات المسلحة الأمريكية، خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 23 ماي 2025، النسخة الحادية والعشرين من تمرين “الأسد الإفريقي”.
وقد احتضن مقر قيادة المنطقة الجنوبية بمدينة أكادير، يوم الإثنين 12 ماي 2025، حفل افتتاح هذا التمرين المشترك متعدد الجنسيات، وذلك بحضور ممثلين عن الدول المشاركة. وترأس الحفل كل من الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب بالمنطقة الجنوبية، واللواء دانيال سيدرمان، نائب القائد العام لقوة المهام الأمريكية لأوروبا الجنوبية وإفريقيا (SETAF-AF). وتم خلال هذا الحفل تقديم عرض حول موضوع تمرين “الأسد الإفريقي 2025” والأهداف الرئيسية لهذه النسخة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الفريق محمد بن الوالي أن النسخة الحادية والعشرين من تمرين “الأسد الإفريقي” تُجسد أكثر من عقدين من التعاون المثمر والشراكة المتينة بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية، مشددًا على روح الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة لتطوير هذه المناورات بما يخدم الأمن الإقليمي والدولي.
من جهته، عبّر اللواء دانيال سيدرمان عن امتنانه للمملكة المغربية على استضافتها المستمرة لهذا التمرين، مؤكدًا أن المغرب سيظل دائمًا أرض “الأسد الإفريقي”، بفضل التزامه الراسخ بتعزيز الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ويُعد تمرين “الأسد الإفريقي” من أكبر المناورات العسكرية في القارة الإفريقية، وتشمل نسخة هذا العام من التمرين مشاركة القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية، إلى جانب أكثر من 30 دولة من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ويشمل هذا التمرين مجموعة متنوعة من الأنشطة العملياتية، من بينها تدريبات ميدانية وتكتيكية برية، وبحرية، وجوية، تُنفذ نهارًا وليلًا، بالإضافة إلى تمارين للقوات الخاصة، وعمليات إنزال جوي، وتمرين مشترك لتخطيط العمليات لفائدة ضباط هيئات الأركان في إطار “فريق العمل” (Task Force).
إلى جانب الأنشطة العسكرية، تتضمن الدورة الحادية والعشرين من تمرين “الأسد الإفريقي” أنشطة موازية ذات طابع إنساني واجتماعي، تعكس الاهتمام بالجوانب الإنسانية المصاحبة لهذه المناورات. وتُجرى مختلف الأنشطة في مواقع متعددة تشمل أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير، وتيفنيت.
وتهدف مناورات “الأسد الإفريقي 2025” إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وتطوير قابلية التشغيل البيني، وتقوية القدرات على التدخل في سياقات متعددة الجنسيات. كما تسعى إلى دعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وتوفير منصة لتبادل الخبرات وتعزيز مهارات التخطيط والتنسيق العملياتي.
وقد انطلقت خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الدورات التدريبية لفائدة منتسبي مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية، والتي تهدف إلى تطوير معارفهم وقدراتهم المهنية، مع تعزيز تبادل الخبرات مع نظرائهم من الدول المشاركة.