انطلقت أمس السبت بمدينة وجدة أشغال اليوم الأول من الملتقى الوطني للركبي، في أجواء احتفالية عكست المكانة المتنامية لهذه الرياضة داخل الساحة الوطنية. وقد عرف الملتقى حضوراً وازناً للمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، إلى جانب رؤساء سابقين ومسؤولين مركزيين وأعضاء المكتب المديري للجامعة وممثلي العصب الجهوية والأندية والجمعيات، بالإضافة إلى ثلة من الخبراء والفاعلين في مجال الركبي.
وشهد هذا الحدث الرياضي مشاركة بارزة لممثلي اتحاد جمعيات قدماء اللاعبين بكل من فرنسا والمغرب، ما منح الملتقى بعداً وطنياً ودولياً، وساهم في تعزيز الانفتاح وتبادل التجارب بين مختلف مكونات أسرة الركبي.
وقد شكّل هذا الملتقى محطة مركزية لتبادل الخبرات والرؤى حول مستقبل اللعبة، من خلال تقديم عروض قيمة تناولت الحكامة الجيدة والتدبير المالي والإداري والتقني، وتطوير أساليب التسويق الرياضي، وابتكار آليات تمويل مستدامة. وقد لاقت هذه العروض تفاعلاً كبيراً من المشاركين لما تحمله من مقترحات عملية من شأنها الارتقاء بالركبي المغربي وتوسيع قاعدة ممارسيه.
وتخلل اليوم الأول لحظة مؤثرة تمثلت في تنظيم حفل تكريم لعدد من الشخصيات الرياضية من لاعبين ومدربين ورؤساء سابقين، تقديراً لمسارهم الحافل وعطائهم في خدمة الركبي الوطني والجهوي، في تجسيد لروح الوفاء والاعتراف بالجهود المبذولة عبر السنوات.
وفي كلمة افتتاحية قوية، أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية للركبي أن هذا الملتقى يشكل منعطفاً أساسياً لإعادة بناء أسس اللعبة وفق رؤية حديثة ترتكز على الحكامة الجيدة، وتطوير آليات التسيير، وتعزيز قدرات التكوين، والرفع من جودة الممارسة، والاعتماد على استراتيجيات مبتكرة في التسويق والتمويل. كما أبرز أهمية استحضار التوجيهات الملكية السامية في بناء نموذج رياضي وطني متجدد يلبي تطلعات مكونات الأسرة الرياضية.
وقد أشرف على تسيير جلسات اليوم الأول الخبير الدولي مصطفى الجلطي، ممثل الاتحاد الإفريقي للركبي، الذي أضفى بعداً تقنياً وتنظيمياً متميزاً على أشغال الملتقى عبر إدارة دقيقة للنقاشات وتنسيق محكم لمختلف المداخلات.
كما ساهمت مداخلات نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والخبراء في إغناء الورشات التقنية والفكرية، من خلال تناول قضايا جوهرية تهم تطوير اللعبة على المستويين الجهوي والوطني، مما منح الملتقى قيمة علمية ومعرفية رفيعة.
ويواصل الملتقى فعالياته ببرنامج غني يهدف إلى بلورة توصيات عملية تشكل رافعة للنهوض برياضة الركبي وتعزيز إشعاعها وطنياً ودولياً.






