في ظل موجة البرد التي تعرفها مدينة وجدة خلال هذه الأيام، عبّر عدد من سكان الأحياء المحيطة بجامعة محمد الأول، خصوصاً بحي القدس وما جاوره، عن قلقهم المتزايد إزاء ما يعتبرونه مظاهر إزعاج وسلوكيات غير منضبطة مرتبطة ببعض أنماط الكراء غير المنظم.
وحسب إفادات متطابقة لعدد من القاطنين بالمنطقة، فإن بعض الغرف والشقق المعدّة في الأصل لكراء الطلبة، أصبحت تُستعمل في فترات متأخرة من الليل في تجمعات شبابية ينتج عنها ضجيج متكرر يؤثر على السكينة العامة، خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما خلق حالة من التذمر لدى الأسر المقيمة بالجوار.
ويؤكد متحدثون من الساكنة أن هذه الوضعية لا يمكن تعميمها على جميع الطلبة أو المكترين، مشددين في الوقت نفسه على أن غياب تنظيم واضح لعملية الكراء ووجود حالات يتم فيها تسليم المساكن دون عقود أو وثائق قانونية، يفتح المجال أمام استعمالات غير منسجمة مع الطابع السكني والعلمي للمنطقة.
وفي هذا السياق، دعا عدد من الفاعلين الجمعويين إلى ضرورة تعزيز المراقبة وتنظيم قطاع كراء الغرف الموجهة للطلبة، عبر احترام المساطر القانونية، وتحديد المسؤوليات بين المالك والمكترِي، بما يضمن حقوق الجميع ويحافظ على النظام العام.
كما شدد متتبعون للشأن المحلي على أهمية التفريق بين الطلبة الجادين الذين يشكلون قيمة مضافة للمدينة، وبين بعض الممارسات المعزولة التي تسيء إلى صورة الأحياء الجامعية، معتبرين أن الحل يمر عبر تدخل مؤسساتي متوازن يجمع بين التحسيس وتطبيق القانون.
وفي انتظار تفاعل الجهات المختصة، تأمل ساكنة حي القدس أن تفضي هذه النداءات إلى إجراءات عملية تعيد الهدوء للأحياء السكنية، وتحافظ في الوقت نفسه على الدور العلمي والاعتباري الذي تضطلع به جامعة محمد الأول داخل النسيج الحضري لمدينة وجدة.







