انطلقت أمس الأربعاء بالداخلة، فعاليات المنتدى الإفريقي لصناعات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية “Seafood 4 Africa 2024″، بحضور نخبة من الفاعلين في قطاع الصيد على المستوى الإفريقي.
ويندرج هذا المنتدى الذي تنظمه الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين السمك (FENIP)، على مدى ثلاثة أيام، بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، ووزارة الصناعة والتجارة، وكتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية، في اطار تعزيز قطاع صناعة الصيد البحري للفترة 2024-2026.
ويروم هذا المنتدى بالأساس، تعزيز النمو الاقتصادي، وتثمين المنتجات البحرية في إطار الاستدامة بمعناها الواسع، عبر الابتكار والحكامة الجيدة وتسريع التجارة الإفريقية، وتطوير تربية الأحياء المائية.
وفي كلمة عبر تقنية الفيديو، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن هذا المنتدى يشكل فرصة فريدة لتبادل الخبرات في هذا المجال، وتحديد وتفعيل الحلول لتثمين المنتجات البحرية، مضيفا أن صناعة تحويل وتثمين المنتجات البحرية تحتل مكانة متميزة في قطاع الصناعات الغذائية الوطنية، نظرا لما تتوفر عليه من إمكانات قوية للتصدير ومساهمتها في خلق فرص العمل،
وأشار إلى أن القطاع يضم ما يقارب 500 وحدة صناعية ويحقق رقم معاملات إجمالي يفوق 25,15 مليار درهم ، مبرزا أن هذه الأنشطة تتركز بشكل كبير بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة تبادل رؤية مشتركة مع البلدان الأفريقية الشقيقة لتنمية الاقتصادات المرتبطة بقطاع الصيد البحري، من أجل تعزيز التجارة الأفريقية المرتبطة بالمنتجات البحرية، ومنتجات تربية الأحياء المائية، لافتا إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي، المرتبط بالبنية التحتية اللوجيستية والصناعية المتطورة، سيعزز مكانة الداخلة كمركز اقتصادي وبوابة لإفريقيا.
من جهته، أشار الكاتب العام لكتابة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري، إبراهيم بودنار، إلى أن منتدى “Seafood 4 Africa” يشكل منصة متميزة لتعزيز الشراكات في مجال الصيد البحري بين المغرب والبلدان الأفريقية الأخرى، داعيا الى ضرورة تطوير سلاسل التثمين الجهوية، وتحفيز الاستثمارات في قطاعات تربية الأحياء المائية، وتطوير التجارة الأفريقية بخصوص المنتجات البحرية.
وفي كلمة تلاها باسم كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد البحري زكية الدريوش، أبرز بودنار إلى أن قطاع الصيد البحري يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للقارة الأفريقية، التي تمثل مواردها البحرية والساحلية الهائلة إمكانات كبيرة، للتنمية الاقتصادية، وخلق فرص العمل، وخاصة للاستجابة للتحديات المتزايدة على الأمن الغذائي.
وأضاف أن المغرب ملتزم دائما بمقاربة التعاون والشراكة في خدمة التنمية المستدامة للموارد السمكية، مشيرا إلى أن المملكة، وفية لدورها الرائد على المستوى الجهوي في مجال الاقتصاد الأزرق، ومستعدة لتقاسم تجربتها وجهودها، و العمل جنبا إلى جنب مع شركائها الأفارقة لبناء قطاع صيد بحري شامل وتنافسي ومرن.
من جانبه، أشار رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، إلى أن هذا المنتدى يشكل لحظة مميزة للتبادل وتقاسم الأفكار المبتكرة وإرساء معالم تحويل قطاع الصيد البحري، وتربية الأحياء المائية في إفريقيا.
وأضاف أن هذا الحدث يشكل أيضا فرصة لتبادل المعرفة وتشجيع الابتكار وتعزيز الشراكات بين مختلف الفاعلين في القطاع، معربا عن أمله في أن يكون هذا المنتدى نقطة انطلاق لتفعيل حلول جديدة من أجل مستقبل أكثر استدامة وازدهارا للصيد البحري وتربية الأحياء المائية في أفريقيا.
وفي هذا السياق، أعرب رئيس الجهة عن قناعته بأن التعاون الجهوي والقاري يشكل المفتاح لمواجهة التحديات واغتنام الفرص التي يتيحها الاقتصاد الأزرق.
وسجل أن المغرب اتخذ مبادرات للتعاون جنوب – جنوب، ووقع شراكات استراتيجية لدعم تصنيع وتحديث قطاع الصيد وتربية الأحياء المائية بالقارة الافريقية، مبرزا أن الداخلة أصبحت اليوم قطبا أساسيا للصيد المستدام، وتحويل المنتوجات البحرية، والبحث العلمي في مجال تربية الأحياء المائية.
وذكر بأن القضايا المرتبطة باستدامة وازدهار مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في أفريقيا تكتسي أهمية كبرى، مشددا على ضرورة رفع التحديات الرئيسية، وخاصة التدبير المستدام للموارد البحرية، وقطاعات تصنيع المنتجات البحرية، وتربية الأحياء المائية، وتكوين الشباب والنساء، وكذا الابتكار التكنولوجي.
وأشار إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي، الرائد الحقيقي بالجهة، سيلعب دورا رئيسيا في تطوير صناعة الصيد البحري، وتربية الأحياء المائية، وسيشكل بوابة استراتيجية للتبادل التجاري بين دول إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
وبهذه المناسبة، قام الوفد الرسمي بزيارة الأروقة المخصصة لصناعة الصيد البحري المنظمة على هامش فعاليات المنتدى الإفريقي لصناعات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية.
ويتضمن برنامج هذا التظاهرة تنظيم ندوات علمية، واجتماعات ثنائية ( B2B )، ومعرضا يتعلق بسلسلة القيمة لمنتجات الصيد البحري، وتربية الأحياء المائية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى بحضور على الخصوص، والي جهة الداخلة وادي الذهب، عامل إقليم واد الذهب، علي خليل، ورئيس الجامعة الوطنية لصناعات تحويل وتثمين السمك ، حسن السنتيسي الإدريسي، وعدد من المنتخبين، والفاعلين في قطاع الصيد الأفريقي.
كما شارك في هذه الجلسة العديد من ممثلي الدول والمؤسسات الجهوية والدولية، وممثلي العديد من الدول الإفريقية، وممثلي المجموعات الاقتصادية الجهوية، كالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (15 دولة)، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (ECCAS) (11 دولة).