نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الداخلة وادي الذهب، أمس الثلاثاء بالداخلة، مائدة مستديرة حول “مناهضة العنف بين الثقافي والقانوني”، وذلك بحضور العديد من الفعاليات الحقوقية والجمعوية المهتمة بمكافحة ظاهرة العنف ضد النساء.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء تنزيلا لبرنامج العمل السنوي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الداخلة وادي الذهب، وانخراطا منها في الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء، بتعاون مع مؤسسة الداخلة وادي الذهب للعيش المشترك و جمعية” دومس” للثقافة والتنمية الاجتماعية.
ويروم اللقاء تسليط الضوء على الإشكاليات المرتبطة بالعنف من المنظورين القانوني والثقافي، وتعزيز احترام حقوق النساء والوعي بضرورة حماية جميع أفراد المجتمع من كافة أشكال العنف.
وفي هذا السياق، قالت ميمونة السيد، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة وادي الذهب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المائدة المستديرة تهدف إلى فتح النقاش أمام جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال مناهضة العنف، وذلك لتبادل الآراء والخبرات حول الجهود المبذولة لمكافحة الظاهرة.
وأضافت أن اللقاء شكل فرصة للوقوف على المجهودات المبذولة في هذا المجال، وكذا الإكراهات التي تواجه الجمعيات التي ترافع عن قضايا النساء المعنفات، مسجلة أن “الظاهرة مازالت مستشرية في المجتمع رغم المجهودات والتدابير والإجراءات المتخذة من أجل الحد منها، وذلك راجع بالأساس إلى الثقافة المحلية السائدة، والتي تنزع فيها الضحية، في غالب الأحيان، إلى الصمت وعدم التبليغ، بما يشجع على استمرار الجاني في ارتكاب العنف باستمرار”.
وبالمقابل، أكدت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة وادي الذهب، أن هناك مجموعة من الإجراءات والمبادرات التي تساهم في الحد من العنف بما في ذلك الوساطة الأسرية ومراكز الدعم والمواكبة التي تديرها جمعيات المجتمع المدني، بالاضافة إلى سلسلة من الحملات التوعوية الوطنية والجهوية وكذا المساطر القانونية.
من جهتها، أبرزت سهام بيغيدن، رئيس جمعية “دومس” للثقافة والتنمية الاجتماعية أن المرأة مازالت تتعرض للعنف في جميع بلدان العالم، وهو ما يعد انتهاكا لحقوقها، مشيرة إلى أن اللقاء ناقش سبل التصدي لمختلف أنواع العنف الممارس ضد النساء، سواء أكان عنفا جسديا أو لفظيا أو اقتصاديا أو غير ذلك.
من جانبها، أبرزت ميالة بوعمود، رئيسة مؤسسة الداخلة وادي الذهب للعيش المشترك أن المائدة المستديرة مكنت من الانكباب على البحث عن الحلول التي من شأنها المساهمة بشكل فعال في الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة.
وخلص المشاركون في هذه المائدة المستديرة إلى ضرورة مواصلة جهود مناهضة العنف ضد النساء، من خلال تعزيز الإجراءات القانونية ومختلف المبادرات والحملات التوعوية للحد من الظاهرة، وذلك من أجل تحقيق مجتمع يحترم حقوق النساء ويضمن حمايتهن من كافة أشكال العنف.