احتضن قصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أمس الخميس (12 ديسمبر 2024) أعمال الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي في العلوم حول “الأسرة والتكنولوجيا”.. ضبط الخدمات وضوابط الاستخدامات، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، واتحاد جامعات العالم الإسلامي، بالتعاون مع وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة بموريتانيا، واللجنة الوطنية الموريتانية للتربية والثقافة والعلوم، تحت رعاية فخامة الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، السيدة الأولى بالجمهورية الإسلامية الموريتانية سفيرة الإيسيسكو للنوايا الحسنة.
وشهد المؤتمر حضورا رفيع المستوى لعدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء في مجالات التربية الرقمية وعلم النفس الأسري، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات التكنولوجيا، لمناقشة تأثيرات التكنولوجيا على الأسرة، واستراتيجيات ضبط الخدمات التكنولوجية.
واستهلت أعمال المؤتمر بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض شريط فيديو حول الأسرة والتكنولوجيا، وتحديات استخدامها وأهمية البرامج التوعوية في هذا الشأن، ثم كلمة للسيد محمد ولد سيدي عبد الله، الأمين العام للجنة الوطنية الموريتانية للتربية والثقافة والعلوم، ثمن فيها تميز المواضيع التي يتدارسها المشاركون في المؤتمر ومساهمات مخرجاته في تحليل منحنيات مسار استخدام التكنولوجيا الرقمية.
من جانبه أكد السيد إدمو إسلمو أعبيد الله، رئيس المجلس الجهوي لجهة نواكشوط، أن التقدم التكنولوجي يمثل تحديا كبيرا لتماسك الأسرة، وأن جهة نواكشوط تواصل جهودها لدعم جميع المبادرات الرائدة لمواجهة هذه التحديات.
واستعرض السيد أحمد سالم ولد بده، وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة بموريتانيا، إنجازات الوزارة في مجال التحول الرقمي لتعزيز جودة حياة الأسر، وبناء وعي كامل بمخاطر الاستخدامات السيئة للتكنولوجيا.
وأكد السيد الحسين ولد مدو، وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة رئيس اللجنة الوطنية الموريتانية للتربية والثقافة والعلوم، أن الأسرة تجسد أول وأهم آليات التنشئة، مشيرا إلى أهمية عمل الأسرة بحزم على المواءمة ما بين مزايا العصر والثوابت المجتمعية.
وفي كلمته أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن موضوع المؤتمر يفتح نافذة على الرقمنة وآثارها الإيجابية والسلبية على المجتمع بمختلف أطيافه وعلاقتها المحورية بالأسرة، مشيرا إلى ضرورة إجراء نقاشات معمقة حول الموضوعات ذات الصلة بالأسرة، وخاصة ما يرتبط ببرامج المدرسة، ومدى اعتمادها على أساليب التعليم الحديثة، وقدرتها على الربط بين ما يجري في الأسرة، وما تقدمه المدرسة، وما يستهلكه الأطفال والشباب وهم منزوون مع هواتفهم الذكية.
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة للسيدة صفية بنت انتهاه، وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة في موريتانيا، التي حضرت نيابة عن السيدة الأولى بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأشارت إلى أن التكنولوجيا الحديثة وخصوصا المتعلقة بالتواصل، تفرض على الجميع التوصل لأفضل الطرق لاستخدامها.
ثم تفقد المدير العام للإيسيسكو والوزراء المشاركون بالمؤتمر معرض التكنولوجيا المقام على هامش المؤتمر، وتعرض فيها المؤسسات والشركات أحدث ما لديها من أدوات ووسائل تكنولوجية.
عقب ذلك انطلقت الجلسات العلمية للمؤتمر، والتي تناولت موضوعات: “التأثيرات الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا على الأسرة”، و”استراتيجيات لضبط الخدمات التكنولوجية”، و”التعليم والتكنولوجيا في الأسرة لتحقيق الأمان والخصوصية”.
ومن أبرز مخرجات المؤتمر، الذي شهد نقاشات ثرية وتبادل الأفكار حول ضبط العلاقة بين الأسرة والتكنولوجيا، الاتفاق على إعداد كتيبات إرشادية توضح قواعد الاستخدام الآمن للتكنولوجيا داخل الأسرة، والدعوة إلى تنظيم ورش عمل دورية لتعزيز التربية الرقمية والوعي بالأمان، والعمل على تطوير تطبيقات تساعد الأسر في مراقبة استخدام التكنولوجيا.