في تصريحات نارية تعكس حجم التوتر الإقليمي، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما عنيفا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهما إدارته بالسعي المتعمد لجر المنطقة بأسرها نحو حريق هائل بهدف وحيد هو إطالة بقاء نتنياهو في السلطة
جاء هذا الموقف التركي الحاسم خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، حيث حمّل أردوغان نتنياهو المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير مع إيران، مؤكدا أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق كان عملا استفزازيا ومحاولة واضحة لإشعال فتيل حرب إقليمية
وأضاف أردوغان أن نتنياهو يخاطر بمستقبل شعبه وأمن المنطقة كلها فقط ليطيل عمره السياسي، وأن أفعاله المتهورة تهدد بجر العالم بأسره إلى كارثة لا يمكن التنبؤ بعواقبها
ولم يفصل الرئيس التركي بين هذا التصعيد وبين العدوان المستمر في غزة، مشددا على أن وقف إطلاق النار الفوري وإدخال المساعدات الإنسانية هو السبيل الوحيد لمنع الانزلاق نحو حرب شاملة، فما دام الظلم قائما في فلسطين ستبقى المنطقة حبلى بالمزيد من الصراعات
وتأتي هذه التصريحات الحادة في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية من واشنطن إلى بروكسل مرورا بالعواصم العربية، مطالبة بضبط النفس وتجنب ما لا يحمد عقباه، فيما تكثف أنقرة من جهودها الدبلوماسية في محاولة للعب دور الوسيط ومنع الكارثة
وهكذا يجد نتنياهو نفسه في قلب العاصفة، ليس فقط كطرف في صراع عسكري بل كمحرك رئيسي له وفقا للرؤية التركية، مما يضعه تحت ضغط هائل بينما يترقب الجميع خطوته التالية