تحتضن جماعة فم الواد بإقليم العيون، أشغال المؤتمر الدولي حول الإبليات، التي انطلقت أمس الاثنين، وذلك بمشاركة ثلة من الباحثين المغاربة والأجانب، ومربي الإبل، ورؤساء التعاونيات المهتمة بتثمين منتجات الإبل.
ويندرج هذا المؤتمر، الذي ينظمه المعهد الأفريقي للأبحاث في الفلاحة المستدامة (ASARI) التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بالعيون، على مدى ثلاثة أيام، بشراكة مع مؤسسة فوسبوكراع، في إطار إعلان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي حددت عام 2024 باعتبارها السنة الدولية للإبليات، مما يبرز الأهمية الكبرى لهذا الصنف من المواشي على الصعيد العالمي.
ويركز المؤتمر، المنظم تحت شعار “تحسين إنتاجية فئة الإبل عبر التقنيات الحديثة لدعم المربين المحليين وتحسين سبل العيش والظروف المعيشية”، على الممارسات المستدامة وتطوير وتحسين سلاسل قيمة الإبل، بالإضافة إلى التأثير الاجتماعي والاقتصادي للإبيليات.
كما يهدف إلى تحسين تقنيات تربية الإبل وتطوير تصنيع منتجاتها، من أجل تحسين الإنتاج وتنمية الاقتصاد المحلي والجهوي.
وأبرز مدير المعهد لمفضل كويسني، في كلمته خلال افتتاح هذا اللقاء الدولي، أن تنظيم هذا اللقاء يهدف الى تمكين الباحثين والخبراء من تبادل أحدث الابتكارات في مجال المنتجات والتقنيات مع المربين والتعاونيات، وكذا أفضل الممارسات في مجال تدبير قطاع الإبليات، وتعزيز مساهمات الخبراء والمختصين في تطوير تربية الإبل.
وفي هذا السياق، أشار كويسني إلى أن المؤتمر يسعى إلى الوقوف على التحديات الرئيسية التي تواجه الفاعلين في هذا القطاع في الجهات الجنوبية من أجل تمكين الباحثين من تحديد أولويات تدخلاتهم ومجالات بحثهم بشكل أفضل.
وشدد كويسني على ضرورة تعزيز القدرات التقنية للتعاونيات والتقنيين في مجال تربية الإبل، مشيرا إلى أن المعهد الأفريقي للأبحاث في الفلاحة المستدامة أطلق عدة برامج للبحث، من بينها برنامج مخصص لسلسلة التثمين الحيوانية.
من جهتها، أكدت الكاتبة العامة لمؤسسة فوسبوكراع، كريمة الصغيري، أن مؤسسة فوسبوكراع تعزز دعمها للمعهد الأفريقي للأبحاث في الفلاحة المستدامة، من خلال دعم استكشاف قطاع الإبل، مشيرة إلى أن تبادل المشاركين للأفكار والرؤى سيكون بالتأكيد مفيدا بشكل أكبر في تحديد أساليب تحسين و اعتماد طرق جديدة لتثمين إنتاجية الإبل.
وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يشكل فرصة لاستكشاف إمكانيات التنمية الجديدة التي يمكن أن تعود بالنفع في نهاية المطاف على مختلف المتدخلين، من مربين ورؤساء التعاونيات أو رجال الأعمال.
من جانبه، أشار المدير الجهوي للفلاحة بالعيون الساقية الحمراء، عبد الرحمان العماري، إلى أن قطيع الإبل يقدر بـ 105 آلاف رأس، أي بنسبة 52 في المائة على المستوى الوطني، في حين تبلغ مساحة المراعي حوالي 9 ملايين هكتار، أي ما يعادل 64 في المائة من إجمالي مساحة الجهة.
وأضاف العمري، أنه نظرا للدور الأساسي الذي يلعبه هذا القطاع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، فقد وضعت الجهات الوصية استراتيجية على المستوى المحلي من أجل تطوير هذا القطاع وذلك ضمن استراتيجية الجيل الأخضر، التي تهدف بشكل خاص إلى تطوير وتشجيع تربية الإبل والاستثمار في هذا المجال.
كما شدد على ضرورة تأمين تثمين منتجات ومشتقات الإبل، من خلال تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، مشيرا إلى أن المديرية الجهوية للفلاحة قامت بتهيئة نقاط الماء واقتناء صهاريج بلاستيكية مرنة لتوريد القطيع، وتقديم الإعانات لمربي الإبل من أبناء المنطقة.
وفي الجانب التكويني، أكد مدير معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بالعيون، محمد الداودي، أن تربية الإبل من بين التكوينات التي يوفرها هذا المعهد، مبرزا أن الدفعة الأولى تضم حوالي 25 تقنيا في تربية الإبل.
ويمكن هذا اللقاء من تسليط الضوء على المساهمات العديدة للإبليات في المجتمع، مع فتح آفاق جديدة لمستقبل هذا القطاع. ويضم برنامج المؤتمر تنظيم مجموعة من ورشات العمل، وحلقات النقاش وجلسات التواصل، بهدف تعزيز التعاون الدولي والاستجابة للتحديات الحالية التي تواجه قطاع الإبل.
وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور والي جهة العيون الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، وعدد من المنتخبين الى جانب مربي الإبل ورؤساء التعاونيات المتخصصة في إنتاج وتثمين منتجات الإبل.