تعاني مدينة وجدة، بوصفها مركزًا حضريًا هامًا في شرق المغرب، من فوضى غير مفهومة على مستوى اللوحات الإشاراتية، ما يربك السائقين والزائرين على حد سواء. فبينما تتغير البنيات والمؤسسات الإدارية باستمرار، تبقى بعض اللوحات ثابتة على أسماء قديمة لم تعد صالحة، في مشهد يعكس إهمالًا واضحًا في متابعة تحديث الإشارات العمومية وتنسيق المعلومات الحضرية.

من أبرز الأمثلة على ذلك، عدم تعديل لوحات الإشارات بعد نقل ولاية أمن وجدة والمركز الجهوي للاستثمار إلى مقرات جديدة. كما أن بعض اللوحات ما زالت تشير إلى المجلس العلمي المحلي في موقعه السابق، في حين تم نقله منذ مدة إلى مقره الجديد أمام الملحقة الإدارية الرابعة.
الأمر نفسه ينطبق على اللوحات التي لم تُدرج التسمية الحديثة لـالمسرح البلدي الذي أصبح يحمل اسم مسرح محمد السادس، وعلى اللوحات التي لم تُحدث لتشمل اسم الشركة الجهوية متعددة الاختصاصات، فضلًا عن استمرار استعمال التسمية القديمة “الجهة الشرقية” بدلًا من “ولاية جهة الشرق”.
هذه الأخطاء لا تمثل مجرد نقص في المعلومة، بل تشكل خطرًا فعليًا على مستوى السير، خصوصًا بالنسبة للزوار والسائقين الجدد على المدينة، الذين يجدون أنفسهم أمام لوحات قديمة تُربك اتجاهاتهم وتزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
الأمر المؤسف أن هذه الإشكالية مستمرة رغم تحديث البنايات وتغيير أسماء المؤسسات، ما يكشف عن خلل واضح في التنسيق بين المصالح المعنية، سواء على مستوى الجماعة أو القطاعات الحكومية المختلفة. فاللوحات الإشاراتية ليست مجرد علامات معدنية على الطرق، بل هي وسيلة أساسية لضمان انسيابية الحركة وسلامة المواطنين وصورة المدينة أمام الزوار.
إن استمرار هذه الفوضى يعكس غيابًا للرقابة الدورية والتحديث المنتظم، ويطرح تساؤلات حول مدى اهتمام السلطات المحلية بالمظهر الحضري والمعلومة العمومية. لذلك، بات من الضروري الإسراع في مراجعة وتحيين جميع الإشارات الطرقية لتواكب الواقع الإداري الجديد للمدينة، وتُعيد لوجدة وجهها الحضري المنظم والآمن.







