23 يوليوز 2014، تاريخ محفورا في ذاكرة ساكنة جهة الشرق، حيث شهد تدشين المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة من طرف الملك محمد السادس، إلى جانب أوراش مهيكلة.هذا الصرح الصحي الجديد الذي جاء ليعزز العرض الصحي وكذا خلق دينامية اجتماعية واقتصادية مهمة بالجهة.
كانت البداية بالإعلان عن مبادرة تنمية جهة الشرق التي تضمنها الخطاب الملكي سنة 2003،والذي منح لقطاع الصحة أهمية كبيرة، من خلال مشروع إنشاء كلية الطب والصيدلة بوجدة والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة.
يلعب المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة دورًا رائدًا في العرض الصحي بالجهة بفضل تظافر مجهودات جميع المتدخلين من أجل تحقيق الرؤية الملكية على أرض الواقع، وكذا بفضل مجهودات نساء ورجال المركز الاستشفائي، كما يظهر ذلك في حصيلة الانجازات للعشر سنوات الأولى للمركز.
ويتمتع المركز ببنية تحتية حديثة ومُؤَنْسَنَة، وأجهزة وتقنيات طبية متقدمة، ويوفر مجموعة شاملة من التخصصات الطبية والجراحية، كما يزخر بموارد بشرية شابة ومتميزة.
منذ بداياته، ارتبط المركز الاستشفائي الجامعي بمستشفياته الأربع (مستشفى الاختصاصات، مستشفى الأم والطفل، المستشفى الجهوي للأنكلوجيا الحسن الثاني ومستشفى الصحة النفسية والأمراض العقلية) برؤية طموحة تكللت بإنجازات متميزة منذ السنوات الأولى من تدشينه، مثل عمليات قسطرة القلب وعمليات القلب المفتوح، زراعة قوقعة الأذن، وفصل توأم سيامي، وزراعة الكلى والقرنية والنخاع، والتكفل بأمراض السرطان، الصخة النفسية، الكشوفات بالمنظار لمختلف التخصصات (الهضمية، الصدرية، طب العظام، طب النساء والتوليد …)، بالإضافة إلى تطوير علم الوراثة الطبية والجراحة التقويمية… وقد قام المركز بافتتاح مصلحة المساعدة الطبية الاستعجالية (SAMU 05) والشروع في تقديم خدمة الإسعاف بالمروحية الطبية التي مكنت من فك العزلة عن المناطق الصعبة الولوج،بالإضافة إلى إعطاء الانطلاقة لمشروع الطب عن بعد، وخلق وحدة المساعدة الطبية للإنجاب، بالإضافة إلى المصالح الأفقية التي تدعم جل المصالح الطبية والجراحية.
وقد اضطلع المركز بدوره الكامل في مجال التكوين والبحث والابتكار من خلال ضمان تنظيم عدد كبير من الأيام العلمية، وحملات التوعية، ومبادرات ثقافية وإنسانية واجتماعية مختلفة حظيت بإشعاع تجاوز الحدود المحلية.
وقد أظهرت فترة 2020/21 التي تميزت بجائحة كوفيد-19، مرونة المركز الاستشفائي الجامعي في إدارة هذه الأزمات؛ حيث تم إنشاء لجنة تسيير الأزمة والتي وضعت خطة عمل بتنسيق مع مختلف الشركاء،للسيناريوهات المتوقعة لتطور الأزمة وعملت على أجرأتها، كما بذلت مجهودات كبيرة لضمان توفير الاحتياجات الإضافية من الأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل الحماية، وكذا إنتاج الأكسجين محليًا لتجنب أي انقطاع في توريده. كما بذل جهد كبير أيضًا لإعادة انتشار مستخدمي المركز الذين أبانوا عن مهنية كبيرة وتفانيهم أمام هذه الأزمة الطارئة.
على مدى السنوات، ارتكزت الحكامة بالمركز على مبدأ التشارك حيث تم إرساء أجهزة إدارية مختلفة، ونظام معلوماتي للمستشفى، كما قام بتوحيد وتبسيط مجموعة من المساطر، والسياسات الملائمة لتوظيف وإدارة وتدريب المستخدمين، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من مهمات التدقيق الداخلي والخارجي.
وفي إطار سعيه المستمر لتطوير أنشطته وتحسين جودة خدماته، فتح المركز الاستشفائي الجامعي أبوابه للمحيط الخارجي من خلال توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة والتعاون على المستوى المحلي والوطني والدولي. وقد ساهمت هذه الشراكات في تنفيذ العديد من المشاريع، وأخرى قيد التنفيذ وأخرى مبرمجة، وبالتاليتعزيزالتطوير المستمر في البنى التحتية والمعدات (مركز الأنكلوجيا الجديد، مركز الفحوصات الجديد، فضاءات الانتظار، إضفاء الطابع الإنساني على الخدمات، اقتناء أجهزة سكانير والرنين المغناطيسي جديدة،تهيئة مصلحة المستعجلات،مشروع منصة الخدمات اللوجستية، مشروع مركز البيانات المعلوماتية،مشروع الصيدلية الجديدة…).
وبالتفاعل مع مختلف المستجدات،أظهر المركز مرونة وانفتاحا كبيرين من خلال الاستجابة لمختلف نداءات المساعدة الطبية والدعم،بما في ذلك المشاركة في حملات طبية متعددة، والمساهمة في إجراء فحوصات PCR لصالح المسافرين خاصة على مستوى السفن، والمشاركة في الإغاثة أثناء زلزال إقليم الحوز.
كما شارك المركز أيضًا بكل دينامية، في مختلف الإجراءات المتخذة من أجل تنفيذ المشروع الملكي السامي الذي يتعلق بقطاعنا (مشروع المجموعات الصحية الترابيةGST والمشروع الصحي الجهويPMR )