عاشت منطقة المشجعين “أفريكا ستاسيون”، المقامة بالقرب من القرية الأولمبية في إيل سان دوني بضواحي باريس، مساء أمس الخميس، على أنغام الفنانين المغربيين سعيدة شرف ولارتيست، اللذين قدما للجمهور أمسية مفعمة بالحيوية وبروح الوطنية.
ففي جو مليء بالبهجة والحماس، تناوبت سعيدة شرف ولارتيست على خشبة المسرح لتقديم باقة من أغانيهما المتميزة التي نالت استحسان وإعجاب الجمهور الغفير الذي حضر الأمسية، والذي لم يتردد في مرافقة الفنانين في تأدية أشهر أغانيهما.
هكذا، قدم لارتيست، أيقونة الراب الفرنسي المغربي الذي حقق نجاحا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، كل ما لديه لجمهوره. وأدى الفنان، متشحا بالعلم الوطني، أشهر أغانيه مثل “شوكولا” و”كلاندستينا” و”مييل” و”بوليغام”.
وبينما كانت الأمسية تصل إلى ذروتها، حركت سعيدة شرف، المعروفة بحضورها القوي على المنصة وصوتها المتميز، الجمهور بسلسلة من الأغاني المغربية الشعبية، بما في ذلك “كاع كاع يا زوبيدة” و”دور بها يا الشيباني”.
كما قدمت الفنانة المغربية أداء لا ينسى للأغاني الوطنية مثل “العيون عينيا”، مما عزز شعور الفخر الوطني لدى الجمهور.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قبيل انطلاق الحفل، قالت سفيرة المغرب في باريس، سميرة سيطايل: “إنه يوم جميل جدا لأنه يكرس حضور المغرب في أفريكا ستاسيون بإيل سان دوني”.
وسلطت السيدة سيطايل، التي زارت الجناح المغربي “بيت المغرب”، الضوء على العدد المهم للبلدان الإفريقية المشاركة في أفريكا ستاسيون، قائلة “إن المغرب أكد حضوره في هذا الموقع للتعريف بغنى صناعته التقليدية، وتاريخه، والتزامه بقيم الانفتاح، والتسامح، والقيم الأولمبية”.
من جانبه، أشاد عمدة إيل سان دوني، محمد غنابالي، بهذا “البيت الإفريقي للاحتفال” الذي يجمع كل القارة الإفريقية للاحتفال بالرياضيين والفنانين وشعوب القارة.
وقال: “اليوم، نحن هنا للمشاركة في يوم المغرب وأنا سعيد جدا بذلك. المغاربة يعرفون كيفية الاستقبال وخلق الأجواء المتميزة”.
كما شهدت الأمسية مشاركة الفنانة ماريا النصيري، مغنية الجاز والسول، والمعلم طارق آيت حميتي، الذي أبدع في تقديم الثراث الكناوي.
ومن بين الجمهور الغفير الذي حضر للاحتفال بالثقافة المغربية، كانت سارة، وهي من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي أتت من مرسيليا لحضور الحدث.
وقالت سارة لوكالة المغرب العربي للأنباء: “حضور حفل لسعيدة شرف هو حلم تحقق بالنسبة لي. إنها تجسد غنى تراثنا الموسيقي وتذكرني بالكثير من الذكريات في المغرب. أنا سعيدة لأعيش هذه اللحظة مع أبناء وطني”.
ويقع “بيت المغرب” في قلب فضاء الاحتفالات “أفريكا ستاسيون” المخصص للثقافة والرياضة الإفريقية، وقد تم افتتاحه قبل أيام من انطلاق أولمبياد باريس.
ويعرض “بيت المغرب”، المصمم على شكل الخيمة التقليدية المغربية مزينة بالألوان الوطنية، مجموعة مختارة من منتجات الصناعة التقليدية والمنتجات المحلية والمأكولات المغربية الأصيلة.
وتستقبل منطقة المشجعين (أفريكا ستاسيون) الجمهور حتى 11 غشت الجاري من أجل البث المباشر للمسابقات، والأنشطة، والحفلات الموسيقية، والعروض، والمعارض، واللقاءات مع الرياضيين.