يشارك وفد من مجلس النواب في أشغال المنتدى الجهوي حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة، المنظم بشكل مشترك بين المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والاتحاد البرلماني الدولي، في الفترة ما بين 19 و 23 غشت 2024 بالعاصمة بكين..
وقد مثل مجلس النواب في أشغال هذا المنتدى ، كل من السيد النائب لحسن العمود، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية رئيسا للوفد، والسيد عبد القادر الطاهر، عن الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية.
وقد عرفت هذه التظاهرة، والتي تنعقد والذكرى الأربعين لانضمام المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني إلى الاتحاد البرلماني الدولي، مشاركة عدد من رؤساء برلمانات الدول العربية والإفريقية، حيث أكد السيد Zhao Leji، رئيس المؤسسة التشريعية الصينية خلال كلمته الافتتاحية أن المشاركة الوازنة والفعالة لجميع الدول المدعوة لهذا الحدث الدولي، يؤكد حرص الدول النامية على تعزيز التعاون بين” الجنوب الكبير ” عبر تعزيز التواصل السياسي والبرلماني المتعدد الأطراف، واستعداد الصين لمشاركة تجربتها التنموية الناجحة.
وخلال مداخلته في الورشة الأولى لهذا المؤتمر، حول موضوع الأمن والاستقرار لتحقيق التنمية والازدهار للشعوب، أشار السيد لحسن العمود إلى أنه لا يمكن تحقيق التنمية في مفهومها العام، والتنمية المستدامة بشكل خاص، دون ضمان الاستقرار السياسي واستتباب الأمن داخل الدول والمجتمعات، معتبرا أن انعدام الأمن مرادف للدمار والنزاعات، بينما الاستقرار ركيزة أساسية للتنمية والنمو والازدهار. كما شدد على أن مفهومي الأمن والاستقرار متلازمان، حيث لا تنمية بدون أمن، كما أنه لا مكان للأمن دون تحقيق التنمية للشعوب.
وذكر السيد العمود في هذا الإطار أنه يمكن للبرلمانيين في مختلف البلدان الاضطلاع بأدوار مهمة في تحقيق الأمن والاستقرار، معتبرا أن البرلمانيين سياسيون ابتداء، حيث تسمح لهم اختصاصاتهم الدستورية في إطار الدبلوماسية البرلمانية باللجوء إلى استخدام الوسائل السلمية لحل النزاعات، ومن بينها فتح باب الحوار والمساعي الحميدة والوساطة والتحكيم. وأضاف السيد النائب أن الدبلوماسية البرلمانية، من خلال العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، تمكن من بناء جسور التعاون والثقة، وتخلق المبادرات وتذلل الصعاب والعقبات وتساهم في تقريب وجهات النظر والمواقف بين الأطراف.
ومن جهته قدم السيد عبد القادر الطاهر مداخلة في الورشة الثالثة حول موضوع “احترام التنوع والاختلاف الحضاري وتعزيز التبادل الثقافي من أجل التعلم المشترك”، حيث اعتبر أنه في عالمٍ يتسارع فيه التطور التقني ويتزايد فيه التواصل بين الشعوب، تشتد الضرورة لاحترام اختلاف الحضارات وتنوعها كعنصر أساسي لتحقيق التعايش السلمي والرقي بالتعاون الدولي. كما أوضح أن التنوع الثقافي ليس مجرد حقيقة تعيشها شعوب العالم، بل هو أيضا مصدر ثراء لا يُقدر بثمن، يغذي روح الإبداع ويعزز الفهم المتبادل بين شعوب دول العالم.
وشدد السيد الطاهر على أن ” احترام اختلاف الحضارات يعكس تقديرنا للقيم الإنسانية المشتركة، فكل حضارة تسهم بروافدها في النسيج الإنساني العالمي، محملةً بتاريخها، وتقاليدها، وفنونها، وقيمها. هذا التنوع هو ما يجعل العالم مكانا غنيا بالتجارب والمعارف، ويؤسس لأسس الحوار الذي يبني الجسور بين الأمم بدلاً من الحواجز”.