أبرزت بهيجة سيمو رئيسة المهرجان الدولي لسينما الجبل ولـ(مؤسسة صوت الجبل للمحافظة على الثراث والتنمية المستدامة) أن السينما يمكن أن تشكل بديلا من أجل تنمية المناطق الجبلية.
وتوقفت بهيجة السيمو في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عند أهداف تنظيم الدورة الثانية من هذا المهرجان بأوزود، ولاسيما الترويج للمنطقة كوجهة قوية للسياحة الوطنية وتحقيق التنمية بهذه القرية. 1ـ تنظيم مهرجان للسينما يعتبر سابقة في تاريخ قرية أوزود؟، لماذا اختيار هذه المنطقة؟ إن تنظيم مهرجان بقلب جبال الاطلس وفي قرية أوزود يأتي استجابة للرغبة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يضع الثقافة في صلب اهتمامات جلالته ويعمل على تقربب المعرفة من المواطنين إيمانا بأن الثقافة حق لكل مواطن حيثما تواجد. وفي هذا السياق، قامت (مؤسسة صوت الجبل للمحافظة على التراث والتنمية المستدامة) بتأسيس متحف وكذلك مكتبة شخصية عبارة عن 3600 مجلد مهداة لسكان هذه المنطقة، بقصد تربية الجيل الصاعد على القراءة وحب الكتاب. ولذلك، وللنهوض بالمعرفة بهذه المنطقة الجبلية، تم التفكير في تأسيس مهرجان سينمائي يهتم بسينما الجبل. ولماذا الجبل بالذات؟. فحينما نقول الجبل نعبر عن الرغبة في الانتقال من المكتوب الأكاديمي إلى الصورة وإلى الكتابة المرئية التي تتذوقها أكثر هذه الأجيال. والطموح أن يتحول هذا الجبل من فضاء جغرافي إلى التعريف به كفضاء للتراث المادي واللامادي، وكذا جلب الاستثمارات لهذه المنطقة. السينما تعد وثيقة، ووسيلة للترويج، وتجارة، وصناعة، ورافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إذن من هذا المنظور، أردنا ان نساهم في تحويل المنطقة بالخروج من مجتمع زراعي ضيق يعتمد على التساقطات لاسيما في ظل الأزمة المائية الحالية التي تعاني منها كافة بلدان المعمور لنجد بدائل للتنميبة القروية. 2ـ مشاركة سينمائيين مرموقين يعكس النجاح الواضح للمهرجان، ما هو تقييمكن لذلك؟ الجبل ظل شبه مغيب في الإنتاج السينمائي المغربي، ومنذ السنة الماضية (الدورة الأولى من المهرجان) أصبحت بعض معالم عوالم النجاح تظهر، منها حضور 14 بلدا من إفريقيا واسيا وأروبا وبلدان أخرى. من معالم النجاح أنه نظم في الجبل، وأنه أعطى ثماره شهرين بعد انقضاء الدورة الأولى، حيث أصبحت هناك إنتاجات سينمائية محلية مثل ’’باب الخير’’ الذي أنتج في إحدى دور الضيافة بأوزود، وفيلم ’’بابا علي’’ الناطق باللهجة الأمازيغية. وحاليا، ستستقبل أزيلال إنتاجا ضخما حول شخصية بارزة في التاريخ المعاصر الذي هو أحمد الحنصالي، فضلا عن إنتاج مرتقب لفيلم خاص حول التراث الجبلي يتحدث عن إملشيل. والدورة الأولى كان من نتائجها أيضا أن قرر المركز السينمائي المغربي مد المؤسسة بدعم لبناء قاعتين سينمائيتين في المنطقة الجبلية، قاعة أولى كبيرة بسعة 150 مقعد وأخرى من أجل تكوين الشباب على الفن السابع وعلى الانخراط في الإنتاج السينمائي. 3ـ كيف لمهرجان كهذا أن يساهم في تنمية منطقة يغلب عليها الطابع الجبلي؟ جاءت بوادر هذا المهرجان السينمائي أولا بالانخراط المحلي في استقبال المشاركين سواء بالفنادق أو دور الضيافة، مما روج للإنتاج المحلي بدء من التجار وصولا إلى الفرق الفلكلورية بفعل تكاثر الزوار. من بوادر تنمية المنطقة، توقيع اتفاقية مع الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة لتكوين حاملي الباكلوريا بالمنطقة على المهن الرقمية من أجل المساهمة في رقمنة هذا التراث وتوفير فرص للشغل في وقت يحتاج المنتج السينمائي او المخرج لتقنيين ولشباب مؤهل. ولقد لاحظنا التحول الذي طرأ على المجتمع القروي بورززات قبل أن تصبح بهذا الحجم. وذلك ما نصبو إليه لأنه إزاء ندرة المياه أصبح لزاما على المجتمعات القروية البحث عن بدائل للتنمية. ومن نتائج المهرجان ندوات من أجل التفكير في هذا الفضاء الجبلي، فصلت في علاقة السينما بالفلسفة وبالإبداع وبالوجدان المغربي، وأيضا في علاقة السنما بالتاريخ والتراث، وفي كيفية استغلال الفضاء وكيفية مساهمة السلطات المحلية في تسهيل مامورية المنتج أو المخرج السينمائي.