وجدة – بكلمات تفيض بالإعجاب الصادق والانبهار، لخص المعلم حميد القصري ليلته التاريخية على خشبة مسرح محمد السادس بوجدة، مؤكداً أن ما عاشه تجاوز مجرد حفل فني ليصبح لقاءً روحياً مع جمهور وصفه بـ”العالمي” و”الطوب”.
لم تكن شهادة القصري مجرد مجاملة عابرة، بل كانت تفريغاً دقيقاً لمشاعر فنان كبير وجد نفسه أمام طاقة جماهيرية استثنائية. ففي تصريح له عقب الحفل، قال المعلم بلهجة لا تخلو من الدهشة: “أنا فرحان وحق الله العظيم، ناس وجدة شي حاجة طوب… طوب. أحسن جمهور!”، مضيفاً ما يُعتبر أكبر إشادة يمكن أن يقدمها فنان كناوي لمدينة خارج القلاع التقليدية لهذا الفن: “أحسست بنفسي وكأنني في الرباط أو في الصويرة”.

هذا الإحساس لم يأتِ من فراغ، فالقصري أوضح أن سر انبهاره يكمن في التناغم الكامل بينه وبين الحاضرين. وصرح قائلاً: “أن يغني معك الجمهور وهو حافظ للريبرتوار ديالك، فهذا شيء جميل جداً. هؤلاء هم لي فان ديال العالم”. لقد حوّل هذا التجاوب عناء السفر الطويل إلى طاقة متجددة، حيث قال مبتسماً: “بالفرحة ديال الجمهور، راني غادي دابا فحال شي تحميمة واعرة!”.
ولم يسلم مسرح محمد السادس نفسه من إعجاب المعلم القصري الذي عبر عنه بكلمة واحدة قوية ومباشرة: “حمّقني! أقسم يميناً، أول ما جيت درت فيديو وحطيتو في إنستغرام ديالي، عجبني المسرح بزاف بزاف”.
لكن بعيداً عن الموسيقى والمسرح، كانت اللحظة الأكثر عمقاً بالنسبة للقصري هي رؤيته لجيل جديد يتشبع بهذا الفن. فعندما صعد طفل صغير إلى الخشبة، رأى فيه المعلم امتداداً لإرثه و لطفولته، حيث قال بتأثر: “هذاك ولدي… فكرني في الطفولة ديالي، حتى أنا كبرت في وسط كناوة. عندما أرى الشباب والأطفال يتعلمون، كنقول الحمد لله، واخا إلا مشيت أنا راه غادي يبقى الخلف، وهذه هي الربح الحقيقي”.

وبين الكشف عن جديده الفني، لم ينسَ حميد القصري أن يوجه شكراً خاصاً لفريق العمل الذي صنع هذه الليلة، وعلى رأسهم المنتج ومنظم الحفلات فؤاد، إلى جانب أنس بلقاسم الذي سهر على تنظيم الحفل وبيع التذاكر، مؤكداً أن نجاح أي فنان هو ثمرة عمل جماعي متكامل. وبذلك، ترك المعلم في وجدة شهادة تاريخية بأن هذا الجمهور يستحق الأفضل، وأن مدينة وجدة أصبحت محطة لا يمكن تجاوزها في خارطة موسيقى كناوة بالمغرب







