شكل دور المؤسسات السجنية في التربية البيئية والتحسيس بأهمية الموارد المائية في جهة درعة-تافيلالت محور أشغال الدورة الرابعة عشرة من برنامج “الجامعة في السجون”، التي نظمت يومي الثلاثاء والأربعاء بالسجن المحلي بالرشيدية، بمبادرة من المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.
وتميزت هذه الدورة الـ14 من البرنامج، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مستوى جهة درعة-تافيلالت بعقد سلسلة من الورشات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الحفاظ على الموارد المائية والتدبير الرشيد لهذه المادة الحيوية، فضلا عن استكشاف أفضل الحلول لضمان الاستخدام الأمثل للماء.
وخلال الجلسة الافتتاحية، التي جرت بحضور والي جهة درعة-تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، وممثلي السلطات القضائية، ورؤساء المصالح الخارجية، والمنتخبين، وعدد من الفاعلين في المجتمع المدني، تم التأكيد على دور السجون في التربية البيئية، بالإضافة إلى الأبعاد العلمية والدينية المتعلقة بإشكالية التلوث وأهمية التربية البيئية كأداة لإعادة إدماج السجناء.
وفي مداخلة له بهذه المناسبة، أشار المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لدرعة – تافيلالت، رضوان شتيوي، إلى أن المندوبية العامة، منذ إطلاق الدورة الأولى من “الجامعة في السجون”، سلطت الضوء على قضايا ذات أبعاد اجتماعية وقانونية وثقافية وعلى فتح نقاشات غنية بمشاركة نزلاء المؤسسات السجنية وخبراء وأكاديميين، قبل تقديم مقترحات وتوصيات علمية.
وأضاف أن الاهتمام الذي توليه المؤسسة السجنية لقضية الماء ليس من قبيل الصدفة، نظرا لأن جهة درعة-تافيلالت، مثلها مثل باقي جهات المملكة، قد تأثرت بشكل كبير بتعاقب سنوات الجفاف والإجهاد المائي، مبرزا أن هذه القضية تعد جزءا من مهام المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي تحرص على تعزيز ثقافة الحفاظ على المياه وحماية البيئة.
من جانبه، أكد عميد الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، محسن تيليوا، أن برنامج “الجامعة في السجون” الطموح يجسد التزام المملكة الراسخ بنهج الإصلاح وإعادة الإدماج، ونشر قيم المعرفة والوعي في مختلف فضاءات المجتمع، بما فيها المؤسسات السجنية.
وأشار، في هذا الصدد، إلى الاتفاقية التي وقعتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج مع جامعة مولاي إسماعيل، والتي تشكل إطارا للتعاون العلمي والثقافي الرامي إلى تطوير التكوين الأكاديمي والتربية داخل الفضاءات السجنية وتوفير بيئة تعليمية للنزلاء، تمكنهم من تطوير معارفهم واكتساب المهارات اللازمة لإعادة إدماجهم في المجتمع بعد انقضاء مدة العقوبة.
وشهدت هذه الجلسة أيضا مداخلات لممثلي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لدرعة-تافيلالت، والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجرة الأركان، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، والمجلس العلمي الجهوي، الذين أكدوا أهمية الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة من “الجامعة في السجون” واستعرضوا أهداف التنمية المستدامة وعلاقتها بالمؤسسات السجنية.
وفي ختام هذا اللقاء، تم توقيع اتفاقية شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لدرعة-تافيلالت والسجن المحلي بالرشيدية، تتوخى تعزيز خدمات وبرامج التعليم الموجهة لنزلاء هذه المؤسسة السجنية.