كشف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أن المغرب تمكن في 2024 من استقطاب 3 ملايين سائح إضافي مقارنة بسنة 2023، مقابل 3.2 مليون سائح إضافي في الفترة الممتدة ما بين 2010 و2019 بأكملها، مع تجاوز النتائج المحققة لسنة 2024 أرقام سنة 2019 بنسبة 35 %.
ومع تسجيل المغرب استقبال 17.4 مليون سائح خلال سنة 2024، اعتبر أخنوش، خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، أن المغرب حقق الهدف الطموح لأفق 2026، قبل موعده المحدد بسنتين، وذلك بفضل مختلف الجهود المتواصلة التي بذلتها الحكومة، والتي مكنت القطاع من استعادة نشاطه.
وبذلك يرتفع عدد السياح ب20% مقارنة بالسنة الماضية، همت السياح الأجانب الوافدين بارتفاع نسبته 23%، وكذلك المغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 17%.
كما أعلن أخنوش أن قطاع السياحة ساهم في عام 2023، في إحداث 25 ألف منصب شغل جديد، مسجلا ارتفاعا ملحوظا بنسبة ٪25، مقارنة مع الهدف المحدد في خارطة الطريق.
من جهة أخرى، كشف أخنوش أن القطاع السياحي مكن من جذب استثمارات تجاوزت قيمتها 8 مليار درهم خلال سنة 2024، ستوجه خصوصا للرفع من القدرات الإيوائية والخدمات السياحية.
وأوضح أخنوش، أن الحكومة سعت بكل ما تملكه من إمكانيات إلى إعطاء أولوية كبيرة لتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، حيث عملت على إطلاق برنامج “GO سياحة” من أجل تعزيز دينامية القطاع وتحسين تنافسية المقاولات السياحية.
وكشف أنه تم رصد ميزانية تصل إلى 720 مليون درهم لهذا البرنامج، مع استهداف 1.700 مقاولة، خلال الفترة ما بين 2023 و2026.
وأشار إلى أن البرنامج يتمحور حول 3 آليات أساسية، تتعلق الأولى ب”استثمار سياحة”، وتهدف إلى دعم المشاريع السياحية التي تركز على التنشيط السياحي، حيث يصل الدعم إلى 35% من الاستثمار في المشاريع التي تتراوح قيمتها بين 1 و10 مليون درهم.
أما الآلية الثانية فهي “مواكبة سياحة”، وتهدف إلى “مساعدة المقاولات في تحسين استراتيجياتها، وتطوير أدائها المالي، بالإضافة إلى تبني التحول الرقمي وتوسيع أسواقها”، حسب رئيس الحكومة.
“بالإضافة إلى آلية “تطوير النمو الأخضر سياحة”، المتمثلة في دعم المشاريع المستدامة، من خلال تقديم منح تصل إلى 40% من قيمة الاستثمار”، يضيف أخنوش.
وارتباطا بموضوع الاستثمار، سجل أخنوش الإقبال الكبير الذي تعرفه البلاد من طرف المستثمرين في القطاع السياحي، مع تكتل من كبار المستثمرين العالميين ممن اختاروا محطة الصويرة لتعزيز استثماراتهم، بقيمة 2.3 مليار درهم، وأكد حرص الحكومة أيضا على تحقيق العدالة المجالية في توزيع الاستثمارات السياحية.
“إن اختيار مختلف العلامات الدولية توطين استثماراتها السياحية بالمغرب، ليس وليد الصدفة، بل هو اختيار صائب، بالنظر للمؤهلات الهامة والكبيرة التي توفرها بلادنا”، يضيف أخنوش.
وأشار إلى أن المغرب ينعم، بفضل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببيئة ملائمة، يحكمها استقراره وأمنه وبنيته التحتية الحديثة.
وتطرق أخنوش إلى اعتماد البلاد للميثاق الجديد للاستثمار وصندوق محمد السادس للاستثمار، اللذان أتاحا تحفيز مشاريع المستثمرين وتأمينها، وكذا تنشيط الاقتصاد المغربي عبر جذب رؤوس الأموال الخاصة ودعم القطاعات الاستراتيجية، ومن بينها القطاع السياحي، وكل ذلك بفضل القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
كما استحضر أخنوش إطلاق برامج أخرى تهدف إلى تحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، منها وضع بنك للمشاريع السياحية الذي يتضمن أكثر من 200 تصنيف للمشاريع موزعة على مختلف المؤهلات السياحية لكل جهة على حدة.
وبالنسبة لتأهيل العرض الفندقي، استحضر أخنوش إطلاق الحكومة لبرنامج CAP Hospitality، الذي يوفر قروضا ميسرة تتحمل الحكومة فوائدها بالكامل مع تقديم تسهيلات تصل إلى 12 سنة لتسديد القروض وتأجيل أول دفعة لسنتين، كما استهدف البرنامج تأهيل 25.000 غرفة، وتم تسجيل 150 طلبا للاستفادة من طرف مؤسسات الإيواء السياحي.
إلى جانب ذلك، أورد أخنوش حرص الحكومة على دعم المؤسسات الفندقية المغلقة أو المتهالكة، خاصة في مناطق مثل ورزازات وزاكورة، حيث تم تخصيص ميزانية بقيمة 80 مليون درهم لتأهيل أزيد من 1.000 غرفة موزعة على 13 وحدة.
من جهة أخرى، أفاد أخنوش أن الحكومة جعلت من تنمية الكفاءات البشرية محورا أساسيا في خارطة الطريق الاستراتيجية للسياحة، بهدف تكوين جيل جديد من المهنيين القادرين على النهوض بالقطاع إلى آفاق جديدة.
وفي هذا السياق، أبرز أخنوش أن الحكومة برنامجا طموحا في يوليوز 2024 يعتمد على المصادقة على الخبرات المكتسبة للعاملين في القطاع السياحي، في أفق استفادة أكثر من 7.500 شخصا خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2026، مما سيسهم في تعزيز الاحترافية والارتقاء بجودة الخدمات السياحية.
وأشار إلى إيلاء الحكومة عناية خاصة للتكوين، إدراكا منها لدوره كرافعة أساسية لتطوير الكفاءات، حيث أطلقت برامج مبتكرة مثل برنامج “أفق التميز”، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل 12 مؤسسة للتكوين المهني الفندقي وفقا لمعايير دولية، في إطار شراكة نموذجية بين القطاعين العام والخاص.
إلى جانب ذلك، أطلقت الحكومة برنامجا لتأهيل أطر التسيير المتوسطة، يستهدف تكوين 9.000 تقني متخصص بمستويات عالية، وبرنامج التكوين المستمر من أجل تميز، الذي سيوفر فرص تدريب متميزة لأكثر من 8.000 مستفيد كما تطرق إلى ذلك عزيز أخنوش في مداخلته.
وبالنسبة للسياحة الداخلية، أشار أخنوش إلى تسجيل 8.5 مليون ليلة مبيت للمواطنين المغاربة في الفنادق المصنفة خلال 2024، مما يمثل 30% من مجموع ليالي المبيت، ليحتل السائح المغربي المرتبة الأولى، متفوقا على كل الجنسيات الأجنبية.
كما “اعتمدت خارطة الطريق الاستراتيجية للقطاع في هذا المجال رؤية جديدة لعرض سياحي متميز، يهدف إلى تحسين تجربة الزبون، وذلك من خلال تطوير سلاسل السياحة الداخلية في المدن الساحلية وفي الفضاءات الطبيعية، والتي تهدف إلى تطوير منتجات سياحية مبتكرة لفائدة السائح المغربي”، يضيف أخنوش.