نظمت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، أمس الخميس بسلا، حفلا فنيا وترفيهيا للاحتفاء بالأطفال المستفيدين من خدمات مركز المصاحبة وإعادة الإدماج بجهة الرباط-سلا-القنيطرة.
وتندرج هذه التظاهرة الفنية، المخصصة للأطفال المودعين في مركز حماية الطفولة بتمارة والطلبة الجامعيين الذين استفادوا من خدمات الإدماج لمتابعة التعليم العالي برسم موسم 2024-2025، في إطار مجهودات المؤسسة الرامية إلى تحقيق إعادة الإدماج السوسيو تربوي والمهني.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد المنسق الجهوي لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بجهة الرباط-سلا- القنيطرة، رضوان بولقنادل، أن هذه الفئة المحتفى بها “أبانت عن جديتها وحسن انخراطها في البرامج التربوية”.
واستعرض السيد بولقنادل، في هذا الصدد، مختلف الخدمات التي يقدمها المركز لفائدة شريحة واسعة من نزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية ومراكز حماية الطفولة والنزلاء السابقين وذويهم، والرامية إلى إعادة إدماجهم وتأهيلهم، وتعزيز مساهمتهم الإيجابية في محيطهم الاجتماعي، وتهيئتهم للإندماج في الوسط السجني أو بعد الإفراج.
وبرقصة تراثية أتحفت الحضور، افتتحت فرقة “الركبة” الغنائية الشعبية القادمة من زاكورة، هذا الحفل، مستعرضة من خلالها جمال وتنوع التراث المغربي الأصيل.
كما عرف الحفل، المندرج في إطار احتفالات الذكرى الـ49 للمسية الخضراء واليوم العالمي للطفل، تقديم وصلات موسيقية لفنانين مغاربة، وعرضا مسرحيا ترفيهيا يجمع بين الكوميديا الصامتة ومسرح الأقنعة.
وعلى هامش الحفل، عُرضت لوحات فنية مستوحاة من تيمة المسيرة الخضراء، إلى جانب معرضين لأعمال خشبية وزجاجية من إبداع نزلاء سابقين.
في هذا الإطار، قال محمد، النزيل السابق ورئيس ناد للفن التشكيلي والنحت، “يمكن للنزيل السابق أن يكون مواطنا صالحا وقدوة للسجناء الآخرين”، مشيرا إلى أنه لم يواجه أي صعوبة أو عائق في الاندماج.
وأشاد محمد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالدعم والتوجيه الذي تقدمه مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج للنزلاء السابقين، مبرزا أن الفن التشكيلي ساهم في تسريع اندماجه في المجتمع، إلى أن بات يؤطر اليوم الأطفال الصغار في هذا المجال، إسهاما منه في تنشئة مواطنين صالحين.
من جانبها، أعربت الفنانة هاجر اليوسفي، عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الرامية إلى ” إدخال السعادة والفرح على قلوب الأطفال الذين يثابرون، رغم ظروفهم، لتحقيق التميز”.
وتجسد هذه التظاهرة البعد الحقوقي والإنساني الرامي إلى ضمان حق هذه الفئة في الاستفادة من برامج التربية والتثقيف والترفيه، بهدف صون كرامتها وفق مقاربة تشاركية، من خلال الانفتاح على المجتمع وعلى مختلف الفاعلين في سياق إعادة الإدماج.