وجدة – في خطوة استباقية تهدف إلى حماية استقرار النادي ووضع حد للتكهنات، خرجت إدارة نادي مولودية وجدة عن صمتها ببيان عاجل وحاسم، نفت فيه بشكل قاطع ما تم تداوله مؤخراً في مقال صحافي حول وجود خلافات مزعومة داخل أروقة المكتب المديري. البيان، الذي تم نشره عبر الصفحة الرسمية لعضوة المكتب المسير، السيدة سليمة فراجي، لم يكتفِ بالنفي، بل حمل في طياته تحذيراً شديد اللهجة لكل من يحاول المس باستقرار “سندباد الشرق”، مهدداً باتخاذ إجراءات قانونية صارمة.
يأتي هذا التحرك الإداري رداً على تقارير صحفية أشارت إلى وجود توترات داخلية، وهو ما اعتبرته الإدارة “مزاعم لا تمت للواقع بأي صلة”. وقد سعى البيان إلى تقديم صورة متكاملة عن الأجواء الداخلية للنادي، مؤكداً بعبارات واضحة أن “أعضاء المكتب المديري منسجمون، متوحدون ومتراصون، يعملون بروح الانضباط والشفافية، والتجرد لصالح النادي فقط ومصلحته الفضلى”. هذه الصياغة الدقيقة تهدف إلى إرسال رسالة طمأنة للجمهور الوجدي العريض، مفادها أن سفينة الفريق تسير في الاتجاه الصحيح بقيادة موحدة ومتجانسة.
وفي جزء مهم من البيان، حرصت الإدارة على تأكيد استقرار الطاقم الفني، وهو غالباً ما يكون محور الشائعات في الأندية الرياضية. فقد شدد البيان على أن المدرب مراد الفلاح يواصل مهامه “بكامل الانضباط والمسؤولية”، وأن تركيزه منصب بالكامل على “استنهاض الهمم لاستعادة الفريق لوهجه وإشعاعه”، بدعم لا يتزعزع من جماهيره الوفية. وبهذا، قطعت الإدارة الطريق أمام أي محاولة للتشكيك في العلاقة بين المكتب المسير والمدرب، مؤكدة أن الجميع يعمل لهدف واحد.
ولتفسير طبيعة النقاشات الداخلية، أوضح البيان أن أي ملاحظات قد تُطرح، سواء كانت تقنية، إدارية أو قانونية، لا تهدف إلى خلق النزاعات، بل غايتها الوحيدة هي “التجويد والتنظيم وتحقيق المزيد من الانتصارات”. ويعكس هذا التوضيح وجود آلية عمل داخلية قائمة على النقد البناء والتطوير المستمر، وليس على الصراعات كما صورتها بعض الجهات.
ولم تكتفِ إدارة المولودية بالنفي والتوضيح، بل انتقلت إلى لغة التحذير الصارم، حيث هددت “بأشد العبارات” كل من يحاول “نشر الإشاعات أو التشويش على استقرار النادي”. وأكدت أن أي محاولة من هذا النوع “ستقابل برد صارم وفوري، مع اتخاذ كل الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لحماية سمعة النادي ومصلحة جماهيره”. هذا الموقف الحازم يشير إلى أن النادي لن يتسامح بعد الآن مع ما يعتبره محاولات ممنهجة لزعزعة استقراره في مرحلة حساسة.
واختتم البيان بتجديد العهد للجماهير، مذكراً بأن الهدف الأسمى الذي يجمع كل مكونات النادي هو “رد الاعتبار والنهوض بفريق ذهبي يعتبر رمزاً من رموز مدينة وجدة”. إنها رسالة تعبر عن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المسيرين، وعن طموحهم لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية التي تليق بتاريخه وبشغف جماهيره.
