في لقاء حزبي حاشد بمقر حزب الاستقلال بمدينة وجدة، ألقى المتحدث عمر حجيرة كلمة نارية، أكد فيها على الدور التاريخي والحصانة الإيديولوجية للحزب، في خضم دعوته الملحة إلى رص الصفوف ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها جهة الشرق والمغرب بشكل عام.
افتتح حجيرة كلمته بوصف حزب الاستقلال بأنه “العمود الفقري للأمة المغربية”، مشدداً على أن الحزب يمثل إيديولوجية ومبادئ وطنية راسخة، وليس مجرد أشخاص. وأقر بأن الحزب يمر بمرحلة دقيقة تتطلب جهودًا مضاعفة، مؤكداً في الوقت ذاته على صموده أمام “ضغوطات كبيرة” تعرض لها على مر التاريخ.
وانتقل حجيرة مباشرة إلى القضايا الوطنية، حيث وضع جهة الشرق ومدينة وجدة في صلب اهتمامه. وصف المتحدث الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة بـ”الحرج”، مشيراً إلى تحديات الفوارق الاجتماعية والجهوية التي تتطلب حلولاً جذرية. وطالب بضرورة تبني إستراتيجية تنموية شاملة وملموسة تستهدف بشكل أساسي خلق فرص العمل ورفع مستوى عيش الساكنة. كما ركز على أهمية مدينة وجدة كـ”مدينة تاريخية ومقاومة” يجب أن تعود لها الريادة، داعياً إلى “تفعيل” المشاريع الكبرى المتعثرة ومعالجة الآثار السلبية لإغلاق الحدود.
على الصعيد التنظيمي، وجه حجيرة نداءً صارماً لوحدة الصف الاستقلالي، مطالباً بتجاوز الخلافات الداخلية والتركيز على الهدف الأسمى وهو خدمة الوطن، مشدداً على أن “الوحدة هي مفتاح النجاح” وأن الحزب يجب أن يكون “أقوى” في المرحلة القادمة. وفي سياق الاستحقاقات القادمة، أكد المتحدث على ضرورة الاستعداد الجيد للانتخابات، واصفاً إياها بالفرصة لإعادة الحزب إلى مكانته “الطبيعية” كقوة رائدة في المشهد السياسي. وحث الأعضاء على “النزول إلى الميدان” و”التعبئة الشاملة”، موجهًا نداءً خاصاً للشباب والنساء كـ”الطاقة الحقيقية” القادرة على الدفع بعجلة التغيير، والالتزام بمفهوم “السياسة النظيفة” والابتعاد عن المصالح الشخصية.
وفي رسالة غير مباشرة إلى الخصوم السياسيين، أكد عمر حجيرة أن حزب الاستقلال “باقٍ وقوي”، داعيًا إلى المنافسة “الشريفة” بدلاً من “المؤامرات”. واختتم المتحدث كلمته بالتأكيد على أن برنامج حزب الاستقلال هو برنامج إصلاحي شامل لمكافحة الفساد وإصلاح الإدارة، معربًا عن تفاؤله بأن الأيام القادمة ستشهد عودة قوية للحزب، ونجاح المغرب في تجاوز تحدياته الاقتصادية والاجتماعية بفضل تضافر الجهود.






