في ليلة روحانية استثنائية، وتحت سماء مداغ التي احتضنت فعاليات احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء الخمسين، سلط منير القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الموصى له ، الضوء على الدور المحوري للتصوف المغربي كـ”ركيزة من ركائز الدبلوماسية الروحية” في الدفاع عن مغربية الصحراء، مؤكداً أن هذا النهج الروحي والأخلاقي هو أساس بناء الإنسان المتين والمواطن المخلص لوطنه.
شدد القادري بودشيش في تصريح له لإعلام تيفي، على أن الطريقة القادرية البودشيشية، بتاريخها العريق وامتدادها الروحي، تعمل على ترسيخ قيم الانتماء والولاء للمملكة. وأوضح أن التصوف، بمنهجه في تزكية النفس وإصلاح الفرد، يمثل “سلاحاً روحياً” للمغرب في معركة الدفاع عن قضيته الوطنية الأولى. وأضاف شيخ الزاوية: “التصوف المغربي هو أساس بناء الإنسان المتين، والمواطن الذي يمتلك أخلاقيات الولاء والانتماء، وهذا بدوره يخدم قضية الصحراء المغربية عبر تعزيز الوحدة الوطنية والروح الوطنية العالية”. وأشار إلى أن هذا الدور الروحي يتجلى في تربية النشء على حب الوطن، وإصلاح الفرد والمجتمع، والتسلح بالأخلاق والقيم السامية.
وأكد القادري بودشيش أن الدبلوماسية الروحية، من خلال الدور الذي تلعبه الزوايا والطرق الصوفية، تساهم بفعالية في ترسيخ مغربية الصحراء. وأوضح أن هذا النهج يهدف إلى “إصلاح الفرد من الداخل، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل”، مشيراً إلى أن “المثل الذي يذكر ربه كالحي، ينتج هذه القيم الأخلاقية، محبة البلاد، والخدمة، والتعلق بأولي الأمر”. وثمن القادري بودشيش الدور الرائد للملك محمد السادس، نصره الله، في توجيه هذه الجهود، قائلاً: “كل ما تعمل عليه الطريقة القادرية البودشيشية هو في إطار توجيهات الملك محمد السادس، حفظه الله، الذي يحرص على أن يكون المغرب رائدًا في هذا المجال”. وأبرز أن هذا النموذج المغربي في التصوف المعتدل، الذي يجمع بين الروحانية والتصرفات الحميدة، هو ما يميز المغرب ويجعله قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
وأشار القادري بودشيش إلى أن الأولوية في عمل الزاوية تكمن في “تزكية النفس وإصلاح الفرد”، مشدداً على أن “لا نجاح لمشاريعنا إلا ببناء إنسان معتدل، متشبث بقيمه الوطنية، يعمل بجد وإخلاص لفائدة بلاده وأمته”. وأكد على أن المغاربة، عبر التمسك بقيمهم الروحية والأخلاقية، يساهمون في بناء مجتمع قوي ومتماسك، قادر على مواجهة التحديات والدفاع عن وحدته وسيادته.
واختتم منير القادري بودشيش حديثه بالدعاء للمغرب وملكه، مشدداً على أهمية التمسك بهذه الركائز الروحية والأخلاقية لتعزيز مكانة المغرب إقليمياً ودولياً.






