السعيدية – عزالدين ميساوي
في خطوة استباقية تهدف إلى تعزيز جاذبية المدينة السياحية والحفاظ على نظامها البيئي، أطلقت السلطات المحلية وجماعة السعيدية، اليوم، حملة ميدانية واسعة النطاق على طول الواجهة البحرية. تستهدف الحملة تنظيم استغلال الملك العمومي البحري ومراقبة المساحات المخصصة للمقاهي والأكشاك الشاطئية المعروفة بـ “البايوت”، وذلك استعدادًا لاستقبال موسم الصيف الذي يشهد إقبالًا كبيرًا على المدينة.
تهدف هذه المبادرة، التي تأتي في إطار الحرص المشترك بين جماعة السعيدية والسلطة المحلية، إلى وضع حد لظاهرة التوسع العشوائي وضمان التزام جميع مستغلي الملك العمومي بالقوانين والتراخيص الممنوحة لهم. وأوضح مصدر مسؤول من جماعة السعيدية أن “الهدف ليس معاقبة أصحاب المشاريع، بل هو تنظيم الفضاء بما يخدم المصلحة العامة ويضمن حق الزوار والمواطنين في الاستمتاع بشواطئ نظيفة ومنظمة وذات جمالية عالية”.
وقد باشرت لجان مختلطة، تضم ممثلين عن السلطة والجماعة، عملية تفقد دقيقة للمساحات المحتلة، حيث تم قياس المساحات المرخصة ومقارنتها بالوضع الفعلي على أرض الواقع. وتم خلال العملية توجيه إنذارات شفوية وكتابية للمخالفين، مع دعوتهم إلى ضرورة إزالة التجاوزات والعودة إلى الحدود المنصوص عليها في دفاتر التحملات.
وقد لقيت هذه الحملة استحسانًا كبيرًا في صفوف المواطنين والزوار الأوائل للمدينة، الذين لطالما اشتكوا من تضييق المساحات الشاطئية المخصصة للعموم بسبب التوسع غير القانوني لبعض المقاهي. وفي هذا الصدد، يقول أحد المصطافين: “هذه خطوة ممتازة كنا ننتظرها. شاطئ السعيدية ملك للجميع، ومن الضروري أن يبقى فضاءً مفتوحًا ومريحًا للعائلات”.
من جهتهم، تباينت ردود أفعال أصحاب المقاهي، ففي حين أبدى البعض تفهمًا واستعدادًا للالتزام بالقانون، عبّر آخرون عن تخوفهم من تأثير هذه الإجراءات على أنشطتهم التجارية، خاصة مع اقتراب ذروة الموسم السياحي.
أكدت جماعة السعيدية أن هذه الحملات ليست ظرفية، بل ستكون مستمرة ودورية طوال الموسم لضمان عدم عودة المخالفات. وأضاف المصدر المسؤول: “نحن نعمل على ترسيخ ثقافة احترام القانون والمصلحة العامة. إن جمال وتنظيم الواجهة البحرية هو رأس مال السعيدية الحقيقي، والحفاظ عليه مسؤولية جماعية”.
وتبقى هذه الجهود خطوة أساسية لترسيخ مكانة السعيدية كوجهة سياحية رائدة على الصعيدين الوطني والدولي، تجمع بين الحيوية الاقتصادية والبيئة النظيفة والمنظمة التي تليق بـ “اللؤلؤة الزرقاء” وزوارها.