الدار البيضاء – دشّن مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، مرحلة جديدة في تطوير تجربة المسافرين مع افتتاح ساحة المغادرة الخارجية المعاد تصميمها بالكامل للمبنيين 1 و 2 (T1 و T2). وتهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تحقيق انسيابية غير مسبوقة في عمليات المغادرة والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.
وتُعد الساحة الجديدة، التي تندرج ضمن رؤية “مطارات 2030” الطموحة للمكتب الوطني للمطارات (ONDA)، ركيزة أساسية لتحسين رحلة المسافر. ويتيح التصميم المبتكر للمغادرين الولوج مباشرة إلى منطقة التسجيل في الطابق الأول عبر ست بوابات دخول مخصصة بحسب شركات الطيران، مما يُمكّن المسافر من الوصول إلى شباك التسجيل الخاص به في زمن قياسي لا يتجاوز دقيقتين.
ويأتي هذا التحديث الشامل للفضاء الخارجي ضمن ديناميكية تغيير أوسع نطاقاً يشهدها المطار منذ أسابيع. وشملت الأشغال إعادة نظر جذرية في مسارات المسافرين، ووضع علامات واضحة للمسارات ومناطق إنزال الركاب، وتحديث نظام التشوير لضمان توجيه فعال، بالإضافة إلى تركيب لوحات معلومات حديثة تربط كل شركة طيران بوابتها المخصصة وتعزيز نظام الإضاءة لضمان الأمان والراحة على مدار الساعة.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد السيد هشام رحيل، مدير مطار محمد الخامس، أن “هذا التصميم الجديد يهدف إلى إضفاء مرونة أكبر على تدفق المسافرين عند المغادرة وتعزيز جودة الخدمات”. وأضاف: “أصبح بإمكان المسافرين الوصول مباشرة إلى الطابق الأول على مستوى ساحات المغادرة، وذلك من خلال عشرة مداخل مخصصة وموزعة على المحطتين 1 و 2”.
وأشار السيد رحيل إلى أن من بين الإجراءات المحورية التي ساهمت في تحقيق هذه الانسيابية، إزالة أجهزة التفتيش الأولية عند بوابات الدخول (التي تمت في 5 مارس)، وإلغاء المراقبة المزدوجة للجوازات (في 15 مارس) وتعويضها بأبواب أوتوماتيكية حديثة، مما قلص بشكل كبير زمن العبور. وأشاد بالتنسيق النموذجي بين كافة الجهات المعنية لإنجاح هذا المشروع.
وإلى جانب تحسين تجربة المسافر داخل المبنى، نظم المكتب الوطني للمطارات المسالك الطرقية المؤدية للمطار لفصل تدفقات حركة السير. حيث أصبح التوقف السريع متاحاً مباشرة عبر الطابق الأول للسيارات الخاصة وسيارات الأجرة، بينما تم تخصيص الطابق الأرضي (0) لاستقبال القادمين والوصول إلى مواقف السيارات، مما يضمن تدفقاً سلساً ومنظماً لحركة المرور.
يمثل افتتاح هذه الساحة خطوة جوهرية تضع المسافر والكفاءة التشغيلية والوضوح في صميم منظومة الاستقبال بالمطار، وتُسهم في تخفيف الضغط على المداخل خلال أوقات الذروة، وتوفر بيئة استقبال عصرية وسهلة الاستخدام، تماشياً مع مكانة مطار محمد الخامس كبوابة جوية رئيسية للمملكة وإفريقيا.