أكد المشاركون في ندو نظمت أمس الثلاثاء بفاس، حول “التراث الشفهي والجهوي في البحث العلمي والتعليم الجامعي والمدرسي”، على أهمية البعد الثقافي في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بالمغرب.
وخلال هذه الندوة، شدد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، مصطفى إجاعلي، على إرادة المغرب في تعزيز تعددية وإدماج ونقل التراث الثقافي وربطه بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية.
وذكر بأن مقتضيات الدستور، والقانون الإطار 17-51 ، وكذا توصيات النموذج التنموي الجديد تبرز دور الثقافة والتراث كرافعتين للنمو والاستثمار والشغل في ما يتعلق بالخصوصيات المحلية.
وأوضح السيد إجاعلي، أن النموذج التنموي الجديد يدمج محورا استراتيجيا مخصصا للنهوض بالتنوع الثقافي وجعله كأداة للانفتاح والحوار والتماسك الاجتماعي.
وبحسب رئيس الجامعة، فإن الثقافة يُنظر إليها كذلك على أنها رافعة متعددة الأبعاد للتضامن الاقتصادي والرابط الاجتماعي الشامل والقوة الناعمة الجيوسياسية.
وأكد على أهمية اعتماد مقاربة متعددة التخصصات وبينقطاعية في مجال التراث الثقافي، مبرزا أن الهدف هو تحسين جودة التكوين والبحث العلمي.
كما أبرز السيد إجاعلي رغبة جامعة سيدي محمد بن عبدالله في تطوير التعاون الدولي لاسيما مع ألمانيا في مجال البحث العلمي والتعليم العالي.
من جهته، عبر المدير الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكوفونية لشمال إفريقيا، جيوفاني أغريستي، عن اهتمام الوكالة بالبحث المرتبط بالمعارف الذاتية وتفاعلها مع المعارف المعاصرة.
كما أكد على أهمية التراث في التنمية الاقتصادية للبلدان من خلال إدراج ضمن هذا المفهوم الرفاهية وتحسين شروط العيش.
وتندرج هذه الندوة التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، في إطار مشروع “Ta’ziz” الذي تدعمه الهيئة الألمانية للتبادل الجامعي.
ويتعلق الأمر بالنسخة الرابعة لمشروع متعدد التخصصات وثلاثي ينفذه معهد الدراسات الجرمانية والأدب المقارن بجامعة بادربون، بتعاون مع جامعات من المغرب وتونس وألمانيا.
ويتضمن برنامج الندوة لقاءة وورشات وزيارات لمواقع تراثية بجهة فاس مكناس.
وينكب المشاركون خلال هذا اللقاء على تدارس مواضيع تهم التعدد اللغوي والثقافة والهوية والتراث الثقافي، وكذا الديداكتيك والوساطة في التراث الثقافي.