يبدو أن الإهمال أصبح القاعدة في وجدة، والاهتمام بالمجال البيئي مجرد شعار مناسباتي لا أثر له على أرض الواقع. منتزه غابة سيدي معافة، الذي يُفترض أن يكون متنفساً طبيعياً للعائلات الوجدية، يعيش اليوم وضعاً كارثياً يُثير الغضب والاستياء.
لا مرافق عمومية، لا إنارة، لا نظافة، ولا أدنى إشارات تدل على حضور المجالس المنتخبة أو المصالح المختصة. فضاء طبيعي جميل تحوّل إلى رمزٍ للفوضى واللامبالاة، في مدينة أنهكها غياب الرؤية وتراكم الوعود الفارغة.
الأدهى من ذلك، أن أحد الساكنة عبّر عن استعداده لإحداث المرافق العمومية بماله الخاص، في خطوة تلخّص عمق الفجوة بين المواطن والمسؤول، وتُظهر إلى أي حد فقد الناس الثقة في المؤسسات التي يفترض أن تخدمهم.
إلى متى سيستمر هذا العبث؟ وأين هي خطط المجالس المنتخبة من تطوير هذا الفضاء؟ وجدة تستحق أكثر من مجرد خطابات وشعارات، وتحتاج إلى مسؤولين يتحركون بضمير، قبل أن يفقد المواطنون ما تبقى من صبرهم وثقتهم في العمل الجماعي.






