عمت مظاهرات حاشدة مدنًا كبرى في العالم العربي والإسلامي يوم أمس، تعبيراً عن التضامن الشعبي الواسع مع قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، والمطالبة بوقف ما وصفه المتظاهرون بـ “المجازر” و”الإبادة”.
وكانت تركيا من أبرز ساحات هذا الحراك، حيث شهدت عدة ولايات مسيرات ضخمة نظمتها منظمات المجتمع المدني. ففي إسطنبول، انطلقت مسيرة شعبية حاشدة من ميدان بايزيد التاريخي متجهة نحو مسجد آيا صوفيا، تحت شعار مؤثر: “غزة تموت .. قِفُوا في وجه الظلم .. قِفُوا مع غزة”. وفي العاصمة أنقرة، تجمع آلاف المتظاهرين أمام مبنى السفارة الأمريكية، في وقفة احتجاجية حملت عنوان “غزة تموت، هيا انهض”، رددوا خلالها هتافات قوية مناهضة لإسرائيل وداعميها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. ولم تقتصر المظاهرات على هاتين المدينتين، بل امتدت لتشمل ولايات عديدة أخرى مثل قهرمان مرعش، وقونية، وماردين، حيث رفع المشاركون الأعلام التركية والفلسطينية ولافتات تندد بالهجمات الإسرائيلية المدعومة أمريكياً.
وفي المغرب، كانت المشاركة الشعبية لافتة أيضاً، حيث خرج آلاف المغاربة في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط. المسيرة، التي شهدت مشاركة واسعة من تنظيمات سياسية وحزبية وهيئات نقابية، لم تكتفِ بالتعبير عن التضامن المطلق مع فلسطين ومساندة المقاومة، بل جددت بقوة مطلب الشارع المغربي المتمثل في ضرورة إسقاط كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل. ورفع المشاركون شعارات قوية تنادي بالوقف الفوري لما وصفوه بـ “الإبادة الجماعية” في غزة، منددين بالصمت الدولي تجاه الأوضاع المأساوية هناك.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة كراتشي الباكستانية أيضاً مسيرات احتجاجية حاشدة شارك فيها الآلاف، نظمتها تيارات دينية رئيسية. ودعا المحتجون قادة العالم الإسلامي إلى التحرك لإنقاذ المسجد الأقصى ورفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، ونظموا فعاليات رمزية مؤثرة كحمل توابيت وتشييع جنازات رمزية. كما أعلنت القوى المنظمة عن فعاليات تصعيدية قادمة تشمل مسيرات كبرى وإضراباً عاماً، مؤكدين على استمرار الدعم الشعبي الباكستاني الثابت للقضية الفلسطينية وانتقادهم للمواقف الرسمية التي وصفوها بالضعيفة.
تعكس هذه التحركات الشعبية الواسعة، من أنقرة والرباط إلى كراتشي وغيرها، استمرار زخم الدعم للقضية الفلسطينية في الشارع العربي والإسلامي، وإصرار الشعوب على التعبير عن رفضها للعدوان الإسرائيلي ومطالبتها بتحرك دولي فاعل.