شاركت السيدة فتيحة المودني، عمدة مدينة الرباط، يوم السبت 19 أبريل 2025، في أشغال مائدة مستديرة نظمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية برواقه الخاص، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الرباط خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 27 أبريل 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وفي مستهل مداخلتها، توجهت السيدة العمدة بالشكر الحار للمنظمين على دعوة مجلس مدينة الرباط للمشاركة في هذا النقاش الهام حول موضوع: “الرياضة كرافعة للتنمية الحضرية والإدماج الاجتماعي”. وقد شهد اللقاء مناقشة دور مدينة الرباط في الإعداد والتنظيم لكأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030.
وأكدت السيدة المودني في كلمتها اعتزازها باحتضان مدينة الرباط لهذه التظاهرات الرياضية العالمية، مشيرة إلى المكانة التاريخية والثقافية للرباط، والتي أهلتها لتصنيفها تراثًا إنسانيًا من قبل منظمة اليونسكو سنة 2012. كما أبرزت أن العاصمة تسير بثبات نحو تسريع إنجاز المشاريع التنموية الكبرى، وفي مقدمتها المشروع الملكي المندمج “الرباط مدينة الأنوار: عاصمة المغرب الثقافية”، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله سنة 2014، والذي ساهم في ترسيخ مكانة الرباط في مجالات الاستدامة، والسياحة، والثقافة، والرياضة، مما مكن مدينة الرباط من الحصول على ألقاب مرموقة مثل “أول عاصمة للثقافة الإفريقية” و”عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي” في 2022-2023.
وأشارت السيدة العمدة إلى أن الرباط هي مدينة خضراء بامتياز، إذ تتوفر على 4800 هكتار من المساحات الخضراء، بمعدل 75 مترًا مربعًا للفرد، وتُسقى هذه المساحات بمياه معالجة ضمن مشروع REUZE لإعادة تدوير المياه العادمة. كما تم تعزيز النقل المستدام عبر مشاريع مثل الترامواي، والحافلات الهجينة والكهربائية، إلى جانب قرب انطلاق محطة لتحلية مياه البحر.
وأبرزت السيدة المودني أن هذه الإنجازات مكنت مدينة الرباط من نيل اعترافات دولية هامة، منها جائزة الشرف من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مجال التخطيط الحضري المستدام، وجائزة التميز لمدن البحر الأبيض المتوسط في ميادين الإدماج الاجتماعي والثقافة.
وعلى مستوى البنية التحتية الرياضية، ذكّرت السيدة العمدة بتجهيز 175 ملعب قرب في مختلف المقاطعات، إلى جانب منشآت رياضية بمعايير دولية، من بينها المسبح البلدي المغذى بمياه البحر، المسابح العمومية المغطاة، والمسبح الأولمبي، فضلاً عن منشآت خاصة برياضات النخبة مثل غولف دار السلام، وفضاءات للرياضات المائية، والماراطون الدولي، والفروسية وغيرها.
كما أكدت على أهمية البرامج الموجهة لمختلف الفئات، كـ “الرياضة للجميع” و”الرياضة للشباب”، التي يتم تنفيذها بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب تهيئة مساحات رياضية متنوعة (كالحدائق الرياضية واماكن للتزلج وركوب الدراجات).
وتطرقت السيدة العمدة أيضًا إلى استعدادات مدينة الرباط لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، حيث تم تحديث عدة ملاعب رياضية من بينها ملعب مولاي الحسن وملعب مولاي عبد الله، وملعب البريد، بالإضافة إلى تعزيز شبكات النقل المستدام، مثل الترامواي، وتوسيع الطرق وتحسين البنية التحتية كمواقف سيارات تحت أرضية وتركيب كاميرات المراقبة. كما تم بناء شراكات مبتكرة مع القطاعين العام والخاص، وإطلاق برامج للتوعية والتسويق.
وشددت السيدة العمدة في ختام مداخلتها على أن الرياضة تعد رافعة محورية لتحقيق التنمية المستدامة، وتقليص الفوارق، وتمكين الشباب، وتحقيق اقتصاد أخضر وبيئة أكثر استدامة. كما جددت التأكيد على تبني مدينة الرباط لنموذج حضري متكامل، يوفق بين الحفاظ على التراث والابتكار الحضري، في انسجام تام مع أهداف التنمية المستدامة 2030، وضمن شراكات استراتيجية مع الفاعلين المحليين والمؤسساتيين.
وأشارت السيدة المودني إلى أن نجاح هذه المشاريع التنموية، التي رسخت المكانة الثقافية، والسياحية، والرياضية لمدينة الرباط، هو ثمرة تعاون مؤسساتي متين يجمع بين القطاعات الوزارية، وولاية جهة الرباط–سلا–القنيطرة، والقطاع الخاص، وشركات التنمية المحلية، والمجتمع المدني، في إطار مقاربة تشاركية تستجيب لتطلعات الساكنة.
ويذكر أن هذا اللقاء شهد حضور ممثلة الأمم المتحدة بالمملكة المغربية، ونخبة من المنتخبين، والمهندسين المعماريين، والأكاديميين، والإعلاميين، وعدد من المهتمين بالشأن الحضري والتنمية المستدامة.