تعيش مدينة السعيدية، المعروفة بجمال شواطئها وصفاء مياهها، صيفًا استثنائيًا هذا العام، ليس من حيث الإقبال، بل من حيث الركود السياحي غير المسبوق الذي بدأ يثير تساؤلات المهنيين والسكان على حد سواء.
فمع حلول منتصف يوليوز، لا تزال المدينة تشهد تراجعًا واضحًا في عدد الزوار مقارنة بالسنوات الماضية. وقد عبّر أحد العاملين في قطاع السياحة عن الوضع قائلًا: “السعيدية لم تعرف من قبل هذا الركود، فقد كنا نشهد في الأعوام الماضية توافد أعداد كبيرة من الزوار، أما هذا العام فالوضع مختلف تمامًا.”
وتعود أسباب هذا التراجع، حسب عدد من المتتبعين، إلى ارتفاع أسعار الفنادق والمطاعم وغياب شبه تام الأنشطة الترفيهية، ما دفع كثيرين لاختيار وجهات أخرى أو السفر خارج أرض الوطن. كما ساهم غياب المهرجانات والأنشطة الثقافية والفنية في تراجع جاذبية المدينة كوجهة مفضلة.
على الجانب الإيجابي، يُشاد بالمقاربة الأمنية التي تعتمدها المدينة، حيث يعكس شعور الأمن والأمان و الذي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الثقة والاستقرار. هذه المقاربة الأمنية الناجحة تشكل أساسًا قويًا لأي جهد تنموي سياحي، وتُعتبر من العوامل التي يمكن البناء عليها لجذب المزيد من السياح مستقبلاً.
ومع ذلك، أصبحنا نرى رجال الأمن الوطني يحرسون شواطئ المدينة و شوارعها و أماكنها السياحية… لكن دون وجود الزوار الذين كانوا سابقًا يملؤون هذه الأماكن بالحيوية والنشاط.
وفي هذا السياق، يُطرح تساؤل جدي حول دور المجالس المنتخبة، سواء الجماعية أو الجهوية، في تنشيط المناطق السياحية. إذ يُنتظر من هذه الهيئات القيام بدور محوري في دعم وتنسيق المبادرات الثقافية، وتوفير بنية تحتية ملائمة، وتخصيص ميزانيات كافية لتنظيم فعاليات من شأنها إعادة الحياة للمدينة. فالسياحة ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل مسؤولية جماعية تتقاسمها مختلف المؤسسات المنتخبة والمحلية.
يرى مهنيون أن الوقت لا يزال مناسبًا لتدارك الموقف، شريطة اتخاذ قرارات سريعة وفعالة، تشمل خفض الأسعار، تحسين الخدمات، وتنظيم مهرجانات وعروض فنية تعيد للمدينة جاذبيتها السياحية.
ويُجمع العديد من المواطنين على أن هذا الركود بدأ ينعكس سلبًا حتى على الحياة اليومية، حيث أضحى الشعور بالملل حاضرًا بقوة رغم المؤهلات الطبيعية الرائعة التي تزخر بها المدينة، وهو ما يعزز الحاجة إلى رؤية جماعية متكاملة للنهوض بالقطاع السياحي المحلي.
