تحوّل شارع القدس بحي القدس بمدينة وجدة إلى ساحة معركة يومية ضد الضوضاء المفرطة، التي تُصدرها الدراجات النارية والسيارات، لتسرق سكينة السكان وتؤرق ليلهم. فمنذ ساعات ما بعد العصر وحتى ساعات الفجر الأولى، يتحول الشارع الهادئ في الأصل إلى بؤرة ضجيج لا يطاق، مما يدفع بالأسر إلى حافة اليأس ويُنغص على المرضى والأطفال وطلبة المدارس حياتهم.
عبّر عدد من قاطني الحي عن استيائهم العميق من هذه الظاهرة التي وصفوها بـ”الكابوس اليومي”. تبدأ هذه المعاناة بعد صلاة العصر وتستمر أحيانًا حتى الساعة الثالثة صباحًا، ما يجعل الحياة جحيمًا لا يطاق، خاصةً للفئات الأكثر حساسية كالأطفال الذين تتأثر قدراتهم على التركيز والاستيعاب، والمرضى الذين يحتاجون للراحة والهدوء، وطلبة المدارس الذين يحرمون من النوم الكافي، مما يؤثر سلبًا على أدائهم الدراسي وصحتهم النفسية.
وأشار مواطنون في تصريحات متفرقة إلى أن المشكلة لا تقتصر على مجرد ضوضاء عادية، بل تتفاقم بسبب تصرفات بعض مستعملي هذه المركبات الذين يتعمدون إصدار أصوات مرتفعة عبر محركات معدلة بطرق غير قانونية، أو من خلال ما يُعرف بـ”التفحيط” أو القيادة الاستعراضية الخطيرة. هذا السلوك لا يُزعج السكان فحسب، بل يُشكل أيضًا خطرًا حقيقيًا على سلامة المارة، وخاصة الأطفال وكبار السن، الذين يجدون أنفسهم عرضة للحوادث بسبب هذه التصرفات الطائشة.
في ظل هذه الفوضى العارمة، يُطلق السكان نداء استغاثة عاجلاً إلى السلطات الأمنية، مطالبين بتدخل حازم وفوري. ويُشددون على ضرورة تكثيف الدوريات الأمنية الليلية في الشارع ومحيطه، والعمل على مراقبة الدراجات النارية والسيارات المشبوهة، سواء تلك غير القانونية أو التي تم تعديل محركاتها بطرق مخالفة للقانون. كما يطالبون باتخاذ إجراءات زجرية صارمة في حق المخالفين الذين يُهددون الأمن والراحة العامة للمواطنين.
يُؤكد سكان الحي أن الأمن مسؤول عن حماية السكينة العامة، وأن التهاون مع هذه الظاهرة قد يُؤدي إلى انفلات أكبر، وربما حوادث مأساوية في المستقبل القريب. وشددوا على أن التمتع بالسكينة والهدوء ليس امتيازًا، بل حق مشروع يكفله القانون لكل مواطن، وأن استمرار هذا الإزعاج الليلي يُشكل اعتداءً صريحًا على هذا الحق.
وفي ختام شكواهم، أكد السكان أنهم لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بحقهم في العيش في بيئة آمنة وهادئة، داعين إلى تحرك فعلي من الجهات المعنية، وعلى رأسها السلطات الأمنية والمنتخبة، لإعادة الانضباط للحي وطمأنة الساكنة