في مشهد مؤسف يتناقض بشكل صارخ مع قيمة الرعاية السامية التي يحظى بها، تحولت الليلة الختامية للمهرجان الدولي للبلوزة بوجدة من احتفالية ثقافية إلى مسرح لفوضى تنظيمية وإهانة غير مبررة للجسم الصحفي، وذلك بعد أن منعت اللجنة المنظمة بشكل تعسفي ممثلي وسائل الإعلام من أداء واجبهم المهني.
ففي الوقت الذي كان فيه الصحفيون والمراسلون يستعدون لتقديم تغطية إعلامية تليق بحدث يحمل الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتهدف إلى إبراز جمالية “البلوزة” الوجدية للعالم، وجدوا أنفسهم في مواجهة عراقيل غير مفهومة من طرف المنظمين. حيث تم منعهم بشكل مباشر من تصوير عارضات الأزياء اللواتي يمثلن جوهر الحدث، وطُلب منهم الاكتفاء بالتصوير من مسافة بعيدة، وهو شرط يضرب في الصميم أبسط قواعد العمل الصحفي الاحترافي ويحول التغطية إلى مجرد محاولة يائسة لالتقاط صور باهتة.
المكان الذي تم تخصيصه للصحافة
هذا التصرف غير المسؤول دفع بأكثر من 13 مراسلاً صحفياً يمثلون منابر إعلامية مختلفة إلى اتخاذ قرار جماعي بالانسحاب الفوري من قاعة الحفل، احتجاجاً على هذه المعاملة المهينة وعلى هذا التضييق الذي لا مبرر له. وقد عبر الصحفيون المنسحبون عن استيائهم العميق، مؤكدين أنهم حضروا بهدف واحد وهو دعم المهرجان والمساهمة في إنجاحه عبر تغطية جميلة تبرز هذا الموروث الثقافي، ليصطدموا بذهنية تنظيمية منغلقة تتعامل مع الإعلام كعدو يجب تحجيمه، لا كشريك استراتيجي في النجاح.
إن ما حدث في الليلة الختامية لا يمكن وصفه إلا بالفضيحة التنظيمية التي تسيء ليس فقط لصورة المهرجان، بل لمدينة وجدة بأكملها، وتطرح تساؤلات جدية حول كفاءة القائمين على تنظيم حدث بهذا الحجم والأهمية. فبدلاً من أن يكون الختام مسكاً، تحول إلى وصمة عار ستظل عالقة في أذهان الصحافة التي جاءت لتبني جسور التواصل، فوجدت أمامها جدراناً من المنع وسوء التقدير