وجدة – في تصريح صريح ومباشر من قلب مدينة وجدة، قدم السيد عمر حجيرة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس جماعتها السابق، رؤية نقدية لمستقبل العمل السياسي في المغرب، معترفاً بأن الأحزاب السياسية، بما فيها حزبه، كانت لديها قراءة غير دقيقة لواقع الشباب المغربي، الذي أثبت مؤخراً وعياً ونضجاً سياسياً فاجأ الجميع.
وأكد حجيرة أن حزب الاستقلال، بتاريخه الممتد لـ 90 عاماً، كان دائماً مهتماً بقضايا الشباب والقطاعات الاجتماعية، سواء كان في الحكومة أو المعارضة. لكنه أشار إلى أن ما تغير هو طبيعة هذا الشباب. وصرح قائلاً: “كنا في الأحزاب السياسية نظن أن الشباب غائب عن التجاوب معنا، لكن ما حدث مؤخراً جعلنا نفهم أن الشباب عارف وفاهم ويتقن السياسة. هذا أعطانا نفساً جديداً، وواجبنا اليوم هو استقطاب هؤلاء الشباب الذين يمثلون طاقات كبيرة”.
وفي حديثه عن تجربته الطويلة كرئيس لجماعة وجدة لمدة 12 عاماً، ربط حجيرة بين هذا التحول في وعي الشباب وبين مستقبل تدبير المدن الكبرى. وقال بفخر: “أنا فخور بما أُنجز في وجدة، خاصة في فترة كانت فيها المدينة تحظى بحضور قوي لصاحب الجلالة الذي أطلق مشاريع كبرى”. لكنه استدرك قائلاً إن المدينة في نمو مستمر، وحاجيات اليوم ليست كحاجيات الأمس. وأضاف: “طموح شباب اليوم ليس ما تراه أعينهم فقط، بل ما يرونه عبر وسائل التواصل في العالم كله. لذا، نتمنى أن تأتي انتخابات 2027 بجيل جديد من المنتخبين يواكب متطلبات هذا الجيل الجديد بتدبير من نوع جديد”.
وفي دفاعه عن أداء الحكومة الحالية التي يشارك فيها حزبه، أوضح حجيرة أن العمل الحكومي تحكمه إكراهات واقعية، مؤكداً أنه لا توجد حكومة في التاريخ أنهت ولايتها برضا شعبي كامل. وشدد على المبدأ الأساسي بقوله: “عندما تكون في الحكومة، تغيب السياسة الحزبية وتحضر مصلحة الوطن. نحن نعمل في انسجام داخل الأغلبية من أجل الوطن، وكل حزب يشتغل بطريقته الخاصة”.
وختم حجيرة حديثه بتجديد التزام حزبه بتمثيلية النساء والشباب، ليس من باب “النفاق السياسي” على حد تعبيره، بل من خلال التكوين والتأطير الحقيقي. وتعهد قائلاً: “سوف نعمل ما أمكن على استقطاب الشباب وتكوينهم، ونتعهد بأنه سيكون لهم حضور قوي في لوائح الحزب مستقبلاً، لأننا ملزمون بذلك”.







