أثارت تدوينة مؤثرة لمحمد وحود، رئيس جمعية “مغاربة بلا حدود”، نقاشاً واسعاً في الأوساط المحلية بمدينة وجدة، بعد أن سلط الضوء على مفارقة إنسانية وصفها بـ”المؤلمة”، وذلك خلال الحملة الشتوية السنوية “التفاتة دفئ” التي تنظمها جمعيته لمساعدة الأشخاص في وضعية الشارع.
وفي تدوينته، كشف وحود عن “ألم شديد يمسك بقلبه” وهو يرى في مدينة وجدة كيف تفتح الكنيسة أبوابها ليلاً لإيواء الأشخاص الذين لا يجدون مأوى، وتقدم لهم الطعام والمبيت في لفتة إنسانية لحمايتهم من قسوة البرد.
وفي المقابل، طرح الفاعل الجمعوي تساؤلاً بحرقة عن دور مئات المساجد المنتشرة في عاصمة الشرق، والتي تظل، حسب تعبيره، “مغلقة في وجوه مسلمين ولاجئين سودانيين”، معتبراً أن هذا الوضع “يوجع في الخاطر”. ورغم أن الظاهرة قد تكون وطنية، فإن تركيز وحود على ما عاينه في وجدة جعل من تدوينته صرخة محلية تعكس واقعاً إنسانياً معقداً.
وتفتح هذه الإشارة المباشرة النقاش مجدداً حول مدى انخراط المؤسسات الدينية بوجدة في معالجة الظواهر الاجتماعية الطارئة. ففي الوقت الذي تعتبر فيه المساجد مؤسسات تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وتخضع لضوابط تنظيمية، يرى فاعلون في المجتمع المدني أن دورها يمكن أن يكون أكثر فاعلية في مجال التكافل الاجتماعي المباشر، خاصة وأن مبادئ الإسلام تحث على إغاثة الملهوف وإيواء المحتاج.
ويأتي هذا التصريح في سياق تشهده مدينة وجدة، كغيرها من المدن الحدودية، من تحديات متزايدة تتعلق بأوضاع المهاجرين واللاجئين الذين يعيشون في وضعية هشاشة، مما يضع المجتمع المدني والسلطات والمؤسسات الدينية أمام مسؤولية مشتركة لإيجاد حلول إنسانية عاجلة وفعالة على أرض الواقع.






