في خطوة من شأنها إنهاء معاناة آلاف المرضى وتخفيف عبء تنقلهم إلى مدن أخرى، فتح المركز الجهوي الجديد للأورام بوجدة أبوابه، اليوم الاثنين، ليشكل إضافة نوعية للمنظومة الصحية بالجهة الشرقية، وبارقة أمل حقيقية لمرضى السرطان وعائلاتهم.
هذه المعلمة الصحية، التي تم إدماجها ضمن المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، تأتي لتعوض مركز الحسن الثاني القديم، وترفع من القدرة الاستيعابية لاستقبال أكثر من 2000 مريض جديد سنوياً، وفقاً لأحدث المعايير العلاجية المعتمدة دولياً.
ويعتبر المركز ثمرة شراكة متعددة الأطراف، جمعت بين مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ووزارة الصحة، وولاية جهة الشرق، ووكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، والمجلس الجهوي للشرق. وقد تطلب إنجازه استثماراً إجمالياً فاق 200 مليون درهم، خُصص منها 130 مليوناً للبناء و70 مليوناً للتجهيزات الطبية المتطورة، مع اعتمادات إضافية لضمان تحديث مستمر للمعدات.
ويحتضن المركز بين جنباته تجهيزات من الجيل الجديد، تشمل قسماً للعلاج الإشعاعي بمسرعات حديثة، ووحدة فيزيائية متكاملة، وقسماً لطب الأورام وأمراض الدم بسعة 50 سريراً، إلى جانب قسم جراحي يضم كتلة عمليات بأربع قاعات، ووحدة إنعاش بعشرة أسرة، ووحدة متخصصة للزرع. كما يوفر المركز مستشفى نهارياً بسعة 20 كرسياً، ووحدة استشارات خارجية، وقسماً للأشعة مجهزاً بماسح ضوئي (Scanner) وجهاز للرنين المغناطيسي (IRM).
وبموازاة مع هذا الصرح الطبي، انطلقت أشغال بناء “بيت الحياة”، المشروع الاجتماعي الموازي الذي تبلغ تكلفته 12 مليون درهم. ويهدف “بيت الحياة”، الذي يقام على مساحة تناهز 4326 متراً مربعاً، إلى توفير إيواء كريم ومجاني للمرضى القادمين من المناطق النائية بالجهة، مما يضمن لهم متابعة منتظمة للعلاج في ظروف إنسانية، مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي الضروري لهم ولأسرهم.
وبهذه الإضافة النوعية، ترسخ مدينة وجدة مكانتها كقطب صحي مرجعي في علاج الأمراض السرطانية على مستوى الجهة الشرقية .
ويندرج إنجاز هذه المنشآت الصحية والاجتماعية في صلب الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز العرض الصحي وتقريب الخدمات الطبية من المواطنين، ويؤكد الالتزام الراسخ بتحسين ظروف عيش الساكنة، لا سيما الفئات التي تتطلب رعاية صحية متخصصة ومكلفة.






