تحول المدار الطرقي المحاذي لجامعة محمد الأول بوجدة، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى فضاء مفتوح للفوضى والإزعاج، مما أثار موجة استياء عارمة في صفوف الطلبة والسكان المجاورين، الذين باتوا يشتكون من تحوله إلى حلبة للاستعراضات الخطيرة ومصدر قلق أمني، خاصة بالنسبة للطالبات.
وعاينت كويك بوست ، بناءً على شهادات متطابقة، أن هذا المحور الطرقي الحيوي، الذي يفترض أن يكون مدخلاً لفضاء العلم والمعرفة، يتحول مع حلول المساء إلى ما يشبه “مارينا” عشوائية، حيث تتجمع دراجات نارية ذات عوادم مُعدَّلة تصدر أصواتاً تصم الآذان، وسيارات تطلق العنان لمكبرات صوت تبث موسيقى صاخبة، في مشهد يخرق القانون ويعكر صفو السكينة العامة.
“الأمر لا يطاق، خاصة في فترة المراجعة للامتحانات”، يقول (أ. ك.)، طالب يقطن بأحد الأحياء المجاورة للجامعة. ويضيف في تصريح كويك بوست : “بعد يوم دراسي طويل، نعود لنواجه سيمفونية من الإزعاج تمنعنا من التركيز. إنها استعراضات بهلوانية و”دريفت” بالسيارات، وكأننا في حلبة سباق وليس في محيط حرم جامعي”. هذه الفوضى لا تقتصر على الإزعاج الصوتي فقط، بل تمتد إلى تهديد سلامة المارة ومستعملي الطريق، حيث يتعمد أصحاب هذه المركبات القيام بمناورات خطيرة، معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، في غياب تام لأي رادع أمني في تلك الأوقات.
تعتبر الطالبات أكبر المتضررات من هذا الوضع المقلق. فالتحرش والمضايقات اللفظية أصبحت، حسب شهاداتهن، عملة سائدة في هذا المكان الذي تحول إلى نقطة سوداء. تقول (س. ن.)، طالبة بكلية الحقوق: “نضطر أحياناً إلى تغيير مسارنا أو انتظار بعضنا البعض للعودة إلى منازلنا في مجموعات. نظرات التحرش والكلمات النابية أصبحت جزءاً من رحلتنا اليومية. المكان أصبح موحشاً ومخيفاً بمجرد غروب الشمس، وتشعر كأنك تدخل فضاءً لا علاقة له بالجامعة”. ويؤكد متتبعون أن العزلة النسبية للمدار الطرقي وضعف الإنارة في بعض أجزائه يجعلان منه ملاذاً للمنحرفين، ومكاناً مثالياً لهذه التجمعات التي تسيء لصورة المدينة ولهيبة مؤسستها الجامعية.
أمام هذا الوضع، يطالب طلبة وسكان الأحياء المجاورة بتدخل عاجل وحازم من السلطات المحلية والمصالح الأمنية لوضع حد لهذه الفوضى. وتتمحور مطالبهم حول تكثيف الدوريات الأمنية، خاصة في الفترات المسائية والليلية، وتنظيم حملات لضبط أصحاب الدراجات النارية والسيارات المخالفة، بالإضافة إلى تحسين الإنارة العمومية وتركيب كاميرات مراقبة. “نريد استعادة هدوء محيط جامعتنا وأمنه”، يختم ناشط جمعوي حديثه لهسبريس، مضيفاً: “لا يعقل أن يتحول مدخل أهم صرح علمي في الجهة إلى مرتع للفوضى والخارجين عن القانون. سلامة أبنائنا وبناتنا خط أحمر






