تتجه أنظار ساكنة جهة الشرق والوسط الرياضي نحو مطار العروي الدولي بالناضور، حيث يرتقب وصول جثمان الراحل عصام زياش، شقيق النجم الدولي المغربي حكيم زياش، قادماً من الديار الهولندية في رحلته الأخيرة نحو تراب الوطن. هذا المصاب الجلل لم يقتصر أثره على العائلة الصغيرة فحسب، بل امتد ليشمل المنطقة بأكملها التي تستعد لاستقبال ابنها الراحل لمواراته الثرى في مسقط رأسه، في جنازة مهيبة ينتظر أن تشهد حضوراً رسمياً وشعبياً وازناً يعكس حجم التآزر والمواساة التي يحظى بها نجم الأسود في محنته.
ووفقاً للمعطيات الميدانية، فإن الطائرة التي تقل الجثمان ستصل بعد قليل إلى أرض المطار، وعلى متنها حكيم زياش ووالدته المكلومة التي أصرت على مرافقة فلذة كبدها إلى مثواه الأخير، في مشهد يجسد عمق الروابط الأسرية والتشبث بالأصول المغربية العريقة رغم سنوات الاغتراب. ومن المقرر أن يتجه الموكب الجنائزي فور إنهاء الإجراءات مباشرة نحو جماعة “رسلان” التابعة لقيادة تافوغالت بإقليم بركان، حيث رفعت السلطات المحلية والدرك الملكي من درجة الاستنفار التنظيمي لتأمين مرور الموكب وتسهيل وصول الوفود المشاركة، لا سيما مع تأكيد حضور عدد من المسؤولين الكبار وشخصيات بارزة من عالم الرياضة والتدبير العام، جاؤوا لتقديم واجب العزاء ومشاركة العائلة أحزانها.
وتعيش منطقة تافوغالت وجماعة رسلان منذ الساعات الأولى من صباح اليوم حالة من الترقب والحزن العميق، حيث بدأ الأقارب والأهالي في التوافد على منزل العائلة تحضيراً لمراسم التشييع التي ستجرى يوم غد الإثنين. وسيوارى جثمان الفقيد عصام زياش الثرى بمقبرة العائلة بمسقط رأسه، ليرقد بسلام بين أحضان الطبيعة الجبلية التي تنتمي إليها جذوره. وتأتي هذه العودة الأخيرة للجثمان لتؤكد الوفاء الذي تكنه عائلة زياش لبلدها الأصلي، حيث اختارت أن يكون الوداع الأخير بين الأهل والأحباب في قلب قبائل بني يزناسن، في جنازة ستظل عالقة في أذهان الساكنة كواحدة من أكثر لحظات الوداع مهابة وتضامناً.






