تحولت شوارع مدينة وجدة، وبالأخص شارع “النخيل” ومنطقة “القدس”، إلى ما يشبه حلبات “رالي باريس دكار” ليلي، بفعل الانتشار المقلق لظاهرة الدراجات النارية التي يقودها شباب بتهور كبير، متسببين في فوضى عارمة وضجيج لا ينقطع، مما أثار موجة من الغضب والذعر في صفوف الساكنة.
وحسب شهادات متطابقة استقتها “كويك بوست ” من عين المكان، فإن شوارع “النخيل” والمقدس (من مسجد خالد بن الوليد إلى مسجد القدس)، تتحول كل ليلة إلى مسرح لاستعراضات بهلوانية خطيرة، حيث يعمد أصحاب الدراجات إلى الرفع من أصوات المحركات عبر تعديلات تقنية “مزعجة”، والقيام بحركات استعراضية تهدد حياتهم وحياة المارة.
وعبر مواطنون في اتصالات متفرقة عن استيائهم العميق من هذه الوضعية التي تغتصب حقهم في السكينة، مؤكدين أن هؤلاء الدراجين يبثون الرعب في نفوس الأطفال والشيوخ، ولا يراعون حرمة المستشفيات القريبة ولا معاناة المرضى الذين يحتاجون للهدوء، واصفين ما يحدث بـالإرهاب الطرقي الذي لا تجدي معه الشكايات المتكررة نفعاً.
وفي سياق متصل، حملت الساكنة المسؤولية المباشرة للجهات المكلفة بإنفاذ القانون، متسائلة عن سبب التراخي في تطبيق إجراءات زجرية صارمة في حق هؤلاء المخالفين. لم نعد نتحمل هذا العبث؛ إنها أرواح تزهق ومسؤولية من يترك هؤلاء يتلاعبون بأمن المدينة تحت مسمع ومرأى الجميع ، يقول أحد المتضررين بحرقة، مضيفاً أن دعاء الناس يطارد كل من قصر في أداء واجبه لحماية أرواح الأبرياء .
الظاهرة التي أصبحت ماركة مسجلة بشوارع وجدة في الآونة الأخيرة، لم تقتصر على الإزعاج الصوتي فحسب، بل تسببت في حوادث سير مميتة، راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر، وهو ما جعل الساكنة تجدد نداءها إلى والي أمن وجدة والمسؤولين الترابيين لشن حملات تمشيطية واسعة، وحجز الدراجات المخالفة، وتفعيل المراقبة الطرقية ليلاً لإعادة الانضباط لشوارع عاصمة الشرق قبل وقوع مآسٍ جديدة.






