انطلقت أمس الاثنين بمدينة طنجة فعاليات الدورة الخامسة عشرة للجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج.
وتشكل هذه الجامعة، التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى غاية 14 يوليوز الجاري، فرصة سانحة للشباب المشارك للتعرف عن كثب على ما يشهده المغرب من أوراش تنموية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واكتشاف ما يزخر به المغرب من مقومات ثقافية واقتصادية وسياحية.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، أن “لمغاربة العالم ارتباط وطيد مع أرض الوطن مهما كان بلد إقامتهم”، موضحا أن “تدبير هذا الارتباط يختلف من شخص لآخر، لكن الانتماء للمغرب هو جزء من هوية وشخصية مغاربة العالم، مهما طالت إقامتهم ببلدان الاستقبال”.
وأشار الوزير إلى أن “مغاربة العالم مدعوون إلى استثمار هذا الانتماء، والبحث عن توطيده من خلال حسن استغلال مختلف أشكال هذا الارتباط، سواء من خلال العمل الجمعوي أو الاستثمار الاقتصادي أو المساهمة في الإشعاع الثقافي والرياضي للوطن الأم”، مبرزا أن “هناك فرص كثيرة أمام الجيل الصاعد من مغاربة العالم ويتعين حسن استغلالها لضمان استفادة المغرب من كفاءات وقدرات أبنائه في الخارج”.
وشدد السيد بنسعيد على أن “القطاعات الحكومية مطالبة بدورها بالعمل على تقوية التواصل الدائم من الشباب والكفاءات المغربية بالخارج، والحرص على إطلاق برامج موجهة لهم وأيضا وضمان استفادتهم من كافة البرامج القطاعية”.
من جهته، تحدث رئيس مجلس الجالية المغربية في الخارج، إدريس اليزمي، عن تاريخ هجرة المغاربة إلى الخارج وتأثيرها، مبرزا أنه “بعد مرحلة أولى كانت فيها الهجرة منصبة على فرنسا وأوروبا عموما، نشهد خلال السنوات الأخيرة عولمة لهذه الهجرة”.
على صعيد آخر لاحظ أن نصف المغاربة المقيمين بالخارج هم من الإناث، وأن واحدا من كل ستة مهاجرين حاصل على شهادة جامعية عليا (باك + 6)، مشددا على أنه حاليا هناك كفاءات وقدرات مغربية في كل القطاعات وأمامنا معركة لاستقطابها وحسن الاستفادة منها من أجل تحقيق التنمية المنشودة.
وخلص السيد اليزمي إلى أن المغرب متفرد بوضعه سياسة خاصة موجهة للمهاجرين، كما أن الدستور المغربي خصص 4 مواد للمغاربة المقيمين بالخارج، والذين يتميزون بسهولة اندماجهم في مجتمعات بلدان الإقامة لكن مع احتفاظهم بروابط متينة مع وطنهم الأم.
أما الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي، فتطرق في محاضرة بنفس فلسفي إلى “ثقافة الحوار في ظل الدينامية الرقمية العالمية”، مبرزا أن تأثير التكنولوجيا على حياة الإنسان كبيرة لأنها تضمن الرفاهية وتساعد على حسن تدبير الوقت والجهد، لكنها تنطوي في الآن نفسه على مخاطر عدة.
وحث الشباب المغاربة المقيمين بالخارج على التحلي برؤية واضحة وقوة اقتراحية وحسن التواصل والتفاعل والقدرة على فهم العواطف والرجاحة الفكرية وتدبير صدمات الذاكرة من أجل مواجهة منزلقات التطرف والانحراف التي قد تتربص بشباب اليوم، مشددا على أهمية اندماج الشباب في مجتمعات الاستقبال والتحلي بروح الانفتاح والحوار.
من جهته، أكد الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، إسماعيل لمغاري، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن الجامعة الصيفية، التي تندرج في إطار عملية “مرحبا 2024″، تشهد مشاركة حوالي 300 شاب وشابة بين 18 و 25 عاما من الطلبة في الدراسات العليا قادمين من 31 بلدا، مبرزا أن برنامج الجامعة ذا بعد هوياتي بامتياز ويروم تعزيز الروابط بين الأجيال الصاعدة من الجالية المغربية والوطن الأم.
ويتضمن برنامج الجامعة الصيفية ندوات حول “مهام مؤسسة محمد الخامس للتضامن”، و”فرص التنمية بالمغرب” و”تأهيل الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية : مبادرة ملكية لقارة إفريقية مندمجة ومزدهرة”، و”مدن المهن والكفاءات” ومونديال 2030 : فرص جديدة للتنمية وتعزيز الإشعاع العالمي للمغرب”، إلى جانب زيارات لعدد من الأوراش التنموية الكبرى بمدينة طنجة.