أكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، اليوم الأربعاء بالرباط، أن مواصلة تعزيز العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة سيمكن من تحقيق المزيد من الإنجازات والتقدم في مختلف المجالات، والمساهمة بشكل فاعل في نهضة العالم العربي والإسلامي.
وأبرز السيد الحجمري، بمناسبة افتتاح أشغال ندوة علمية حول “العلاقات المغربية-الإماراتية.. واقع مزدهر وآفاق واعدة”، تنظمها أكاديمية المملكة بالتعاون مع سفارة الإمارات بالمغرب، أن الاحتفاء بالذكرى الثانية والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يجسد العلاقة الأخوية القائمة على الاحترام والتعاون بين شعبين شقيقين يوحدهما الدين والمصير المشترك.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن تنظيم هذه الندوة العلمية يمثل مناسبة لبحث آفاق التعاون والتنسيق المثمر بين الباحثين والدارسين في العلاقات المغربية-الإماراتية في مختلف المجالات، مسجلا أن هذه العلاقات شهدت تعاونا وثيقا وتبادلا للخبرات وتضافرا للجهود، بفضل ما تتميز به سياسة البلدين من توجهات حكيمة ومواقف واضحة تجاه التحديات الإقليمية والعالمية دعما للسلام ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيزا لكل حوار ممكن بين الثقافات والحضارات.
وبعدما ذكر بأن العلاقات بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة تتميز بعمقها التاريخي، لفت السيد الحجمري إلى أن أواصر التعاون مستمرة بين البلدين في المناحي السياسية والثقافية والاقتصادية كافة، مشيرا إلى أن من أبرز سمات هذا التعاون التضامن والتلاحم، والتعاون الاقتصادي، والتبادل الثقافي.
وتوقف أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة عند ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين المغرب والإمارات من تطور مطرد ارتفعت وتيرته خلال السنوات الماضية، خاصة بعد توقيع “الإعلان نحو شراكة مبتكرة وراسخة” خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدولة الإمارات في دجنبر 2023، “وهو الإعلان الذي يهدف إلى مضاعفة التبادل التجاري والاستثماري خلال السنوات المقبلة، وتعزيزه في مجالات التجارة والصناعة والطاقة والخدمات اللوجستية وغيرها”.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس الإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، أن العلاقات بين دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية مبنية على قيم متجذرة ومتأصلة.
وتطرق في مداخلته حول موضوع “أهمية القيم في حياة الأمم” إلى قيمة الحكمة التي ينشأ منها الاستقرار والازدهار والتسامح والتعايش، مشددا على أن “مظاهر هذه القيمة لدى البلدين تتجلى في القرارات المتأنية والسياسات المتزنة والحرص على جمع الكلمة”.
وأضاف أن من بين القيم التي يتميز بها البلدان قيمتا التسامح والتعايش، مبرزا أن كليهما “واحة حاضنة للتنوع وأرض مباركة تحيا فيها أجناس الناس من مختلف الأديان والثقافات والأعراق في أمن وأمان ومودة واحترام”.
من جانبه، ذكر سفير الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المغربية، العصري سعيد الظاهري، بأن العلاقات بين البلدين الشقيقين متجذرة في التاريخ، مستحضرا أن “المملكة المغربية كانت من أوائل المباركين والداعمين لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، مما مهد لبناء علاقات قوية من التعاون والتضامن والدعم المتبادل في جميع المجالات الإستراتيجية وذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين”.
ونبه إلى أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على العلاقات الثنائية فحسب، بل يشمل شتى القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية، موردا أن العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تسير في منحى إيجابي يصبو إلى بلوغ الشراكة الاقتصادية المتقدمة، بالاعتماد على نقاط قوة كل من الاقتصاد الإماراتي والمغربي، اللذان يتميزان بدرجة كبيرة من التكامل، يجب الاستفادة منه لتحقيق المصلحة العليا للبلدين.
يشار إلى أن محاور هذه الندوة العلمية تتوزع على جلسات تبحث مرتكزات ومكتسبات العلاقات المغربية-الإماراتية، والأهمية الجيوسياسية للعلاقات بين البلدين، وكذا آفاق العلاقات الثنائية.