أكد السفير، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد مثقال، يوم الأربعاء ببرشلونة، على التزام المملكة الدائم لصالح إفريقيا صاعدة ومستدامة.
وأبرز السيد مثقال، في كلمة له خلال القمة الثانية للأعمال بين إفريقيا وإسبانيا، الالتزام الشخصي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ” لصالح تنمية بشرية مستدامة في إفريقيا”، التي جعلها جلالته أولوية في أجندة الدبلوماسية المغربية.
وأشار إلى أنه “في هذا الإطار، تلتزم المملكة، إلى جانب كافة مؤسساتها (القطاعين العام والخاص) والمجتمع المدني، بالمساهمة في إفريقيا صاعدة مستدامة”، مضيفا أن “هذه الرؤية للتنمية البشرية المستدامة في إفريقيا أتاحت للمغرب أيضا تسوية وضعية أكثر من 60 ألف مهاجر إفريقي منذ سنة 2014”.
وأضاف أنه انسجاما مع هذه الرؤية الملكية، تعمل الوكالة المغربية للتعاون الدولي منذ إحداثها سنة 1986 على المساهمة في تعزيز علاقات المغرب مع البلدان الشريكة من خلال التعليم، الذي يعد مكونا رئيسيا في جميع برامج التعاون مع البلدان الإفريقية.
وفي هذا الصدد، استعرض السيد مثقال بالتفصيل الأوجه العديدة لعمل الوكالة المغربية للتعاون الدولي، من خلال التعاون القائم على تبادل التجربة والخبرة المغربية مع البلدان الإفريقية، في العديد من القطاعات، مثل الماء والطاقة والكهرباء والفلاحة والتغيرات المناخية والصيد البحري والصحة والسياحة والبنية التحتية.
وباعتباره المستثمر الإفريقي الأول في غرب إفريقيا والثاني على مستوى القارة، فقد جعل المغرب من التعليم مكونا رئيسيا في جميع برامج تعاونه مع البلدان الإفريقية، يشير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، الذي ذكر بأن ما يقرب من 40 ألف طالب أجنبي من 98 دولة، من بينها 49 دولة إفريقية، تخرجوا من مؤسسات التعليم العالي العمومية المغربية منذ سنة 1999.
وأضاف السيد مثقال “كما ترون فإن التزام المملكة المغربية بتكوين الشباب وقادة المستقبل الشباب يشكل أولوية في التعاون وسيتعزز أكثر في المستقبل”، مشيرا إلى أن إفريقيا تسعى إلى تسريع بروزها وتحقيق أهداف أجندتها التنموية من خلال جيل جديد من القادة.
وقال في هذا الصدد، إن المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي تأتي لتوطيد علاقات التعاون بين البلدان الإفريقية، حيث يوجد الشباب والتنمية البشرية في صلب الأولويات، مضيفا أن هذه المبادرة الملكية ستعزز الانبثاق الإفريقي تحقيقا لمصالح ساكتة القارة.
علاوة على ذلك، أشار السيد مثقال إلى أن “هذه المبادرة ستسهم في تسريع الربط الإقليمي والتدفقات التجارية، وستمكن من تحقيق الازدهار المشترك في هذه المنطقة وفي إفريقيا”.
وتابع قائلا: “من خلال الاستثمار في تعليم وتكوين الشباب وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح، فإننا لا نجلب الزخم للتجارة والاستثمار في إفريقيا فحسب، بل نبني أيضا مستقبلًا مزدهرا ومستداما للقارة”.
وبرأي الدبلوماسي، فإن “نماذج تنمية جديدة تقوم على سياسات حكيمة وشجاعة ومتضامنة، وتضع الشباب في قلب أعمالها ومبادراتها وبرامجها، ستمكن إفريقيا من تسريع صعودها”.
وأشار إلى أن التنمية المستدامة لإفريقيا تعتمد على رؤاها”، مؤكدا على أهمية الموضوع الذي تم اختياره لقمة الأعمال إفريقيا-إسبانيا، والمخصص لإمكانيات التجارة والاستثمار بين إسبانيا والقارة الأفريقية.
ولفت إلى أن “موضوع هذه النسخة، “الاستثمار والتجارة: نحو آفاق جديدة”، يدعونا إلى تجاوز الحدود التقليدية واستكشاف آفاق جديدة للشراكات الاقتصادية”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من أن إنجازات إفريقيا تبدو لافتة والتوقعات المستقبلية متفائلة، إلا أن العديد من التحديات لا تزال قائمة”.
ويهدف هذا المنتدى الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، والذي تميز بحضور رئيس المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني عادل الرايس والقنصل العام للمملكة ببرشلونة شريف الشرقاوي، إلى تعزيز شراكات رابح-رابح في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك من خلال الجمع بين وزراء ومسؤولين ومستثمرين ومنظمات من إفريقيا وإسبانيا، على استعداد لاستكشاف واغتنام فرص الأعمال الجديدة.