توجت ، أمس الأربعاء بالرباط، 27 تعاونية للشباب الأكثر ابتكارا، خلال النسخة الرابعة من الجائزة الوطنية “الجيل المتضامن”، المنظمة بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومكتب تنمية التعاون.
وتغطي هذه التعاونيات، التي تم اختيارها من بين 217 تعاونية، والتي تميزت بوقعها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي القوي، مجموعة متنوعة من القطاعات، لا سيما الفلاحة والصناعة التقليدية والأعشاب الطبية والعطرية والخدمات، فضلا عن مشاريع تهم خدمات التنشيط السياحي الإيكولوجي.
وتسلط هذه النسخة، المنظمة تحت شعار “الشباب.. صناع جيل جديد من التعاونيات”، على هامش اليوم العالمي للتعاونيات، الضوء على الحيوية والابتكار لدى الشباب المتعاون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة.
وفي كلمة تلاها نيابة عنها الكاتب العام للوزارة، محمد مسلك، أفادت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، بأن النموذج التعاوني يتماشى تماما مع أهداف النموذج التنموي الجديد، والذي يهدف إلى أن يمثل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني 8 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي في أفق سنة 2035، وخلق أزيد من 50 ألف منصب شغل جديد.
وأوضحت الوزيرة أن “تحقيق هذه الأهداف يتطلب خلق جمعيات تعاونية مهيكلة ودينامية ومبتكرة”، مؤكدة على أهمية هذه الجائزة التي تم إطلاقها منذ سنة 2021، والتي تهدف إلى تعزيز الدور الجوهري للتعاونيات في التنمية المحلية والوطنية.
وأضافت أن “فعالية النموذج التعاوني لتمكين الشباب والنساء أمر واقع ولا يحتاج إلى إثبات، لذا سنواصل تقديم الدعم المالي والتقني لتطوير التعاونيات المغربية”.
من جانبها، أبرزت المديرة العامة لمكتب تنمية التعاون، عائشة الرفاعي، عزيمة الشباب الذين يتمتعون بجميع المؤهلات اللازمة لتحويل النموذج التعاوني التقليدي إلى نموذج دينامي ومهيكل ومبتكر، من شأنه أن يكون له تأثير أكبر.
وأوضحت أن انتقاء التعاونيات المتوجة تم بناء على معايير مختلفة، بما فيها الابتكار والإبداع والحفاظ على البيئة، مشيرة إلى أن الجائزة لا تقتصر على الدعم المالي فقط، بل تشمل أيضا مواكبة مستمرة لضمان تنفيذ المشاريع وإحداث أثر إيجابي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
من جهته، أكد الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد الدردوري، على التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمواصلة دعم التعاونيات، من خلال تطوير منصات تسويقية، سواء تلك المادية أو الرقمية، وذلك بغرض ضمان رؤية أوضح وولوج أوسع إلى الأسواق.
منذ إعطاء انطلاقتها سنة 2021، بلغ عدد التعاونيات المتوجة بالجائزة الوطنية “الجيل المتضامن” 125 تعاونية للشباب. وحصلت كل تعاونية متوجة على دعم مالي بقيمة 50 ألف درهم، بفضل شراكات بين الوزارة ومكتب تنمية التعاون، وكذا مجموعة من الشركاء المؤسساتيين والخواص.
ويتكون شركاء النسخة الرابعة من هذه الجائزة الوطنية من المجالس الجهوية لفاس-مكناس، وكلميم-واد نون، والشرق، والداخلة-وادي الذهب، ومؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط، ومؤسسة جايدة، ودار المقاول، وبنك القرض العقاري والسياحي، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، وتعاونية “كوباك”.
يذكر أن الجائزة الوطنية “الجيل المتضامن” توفر المواكبة والدعم المالي للمشاريع التعاونية المبتكرة والمستدامة المقدمة من قبل الشباب، والتي لها وقع ملموس على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتهدف إلى التعريف بالنسيج التعاوني لدى الشباب كنموذج مثالي للتمكين الاقتصادي للشباب.