أقامت سفارات المملكة المغربية في بنما وغواتيمالا وجمهورية الدومينيكان والسلفادور، الثلاثاء، حفلات استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
وبهذه المناسبة، تم استعراض دينامية تنموية شاملة أفرزتها مختلف الأوراش التي أطلقها جلالة الملك في كافة الميادين، والتي تضع المواطن المغربي في صلب السياسات الإصلاحية. كما تم رصد إشعاع السياسة الخارجية للمملكة، التي حققت مكتسبات هامة تجسدت على الخصوص من خلال الدعم الدولي المتنامي لقضية الوحدة الترابية. ففي بنما، نظمت سفارة المملكة حفل استقبال حضره عدد من الشخصيات البنمية رفيعة المستوى. ومَثَّلَ السلطات الرسمية خلال هذا الحفل نائب وزير العلاقات الخارجية المكلف بالعلاقات السياسية، كارلوس رويث إيرنانديث. وفي كلمة بهذه المناسبة، استعرضت سفيرة المغرب، بشرى بودشيش، التحولات الهامة التي شهدها المغرب في عهد جلالة الملك، والتي ارتقت به إلى مصاف الدول الصاعدة، مؤكدة أن جلالته وضع المواطن المغربي في قلب سياسات الدولة. وأضافت أن المغرب حافظ على دوره التقليدي كميسر للحوار وداعم للسلام والاستقرار. وذكرت بأن المغرب قَبِلَ إيجاد حل سياسي توافقي لقضيته الوطنية واقترح مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء سنة 2007، حظيت بدعم واسع من القوى الدولية كحل وحيد قابل للتطبيق لتسوية النزاع. وفي هذا الصدد، لفتت الدبلوماسية إلى أن بنما أعربت عن دعمها القوي لمبادرة الحكم الذاتي، لتحقق العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا. من جانبه، أعرب نائب وزير العلاقات الخارجية البنمي عن التهاني باسم رئيس بلاده لجلالة الملك وللشعب المغربي بهذه المناسبة، مشيدا بعراقة تاريخ المملكة وثقافتها. وأشار إلى أن المغرب يشهد اليوم تقدما كبيرا ومطردا في العديد من المجالات بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما أضحى فاعلا ضروريا في العلاقات الدولية، ومساهما كبيرا في السلم والأمن والاستقرار العالمي. وأضاف الوزير البنمي أن بلاده تحدوها رغبة عميقة في تعزيز علاقاتها الثنائية مع المغرب، الذي يحظى بموقع جغرافي هام كملتقى طرق رئيسي بين أوروبا وإفريقيا والعالم العربي. وفي غواتيمالا، نظمت سفارة المغرب حفل استقبال تميز بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية، وأعضاء بالسلك الدبلوماسي والمنظمات الدولية، وكذا نواب ممثلين للكونغرس ولبرلمان أمريكا الوسطى، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية. تميز الحفل، على الخصوص، بحضور وزير العلاقات الخارجية، كارلوس راميرو مارينيث، الذي عبر عن تهانيه لجلالة الملك بهذه المناسبة السعيدة، منوها بالتطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية غواتيمالا، والتعاون المثمر الذي يجمعهما والرغبة الأكيدة في مواصلة تطوير هذه العلاقات. وفي كلمة بالمناسبة، استعرض سفير المغرب، طارق اللواجري، الإنجازات التي حققها المغرب منذ تولي جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والرياضية، مذكرا على الخصوص، بالإصلاحات السياسية التي أطلقها المغرب بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك. وعلى مستوى السياسة الخارجية، أشار إلى المكتسبات التي حققتها المملكة بخصوص قضية الوحدة الترابية والدعم المتواصل الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي كحل لهذا النزاع المفتعل، متطرقا إلى الدور الطلائعي لجلالة الملك من أجل إيجاد الحلول المناسبة للخلافات الدولية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. واستعرض الدبلوماسي كذلك التطور الإيجابي الذي تعرفه العلاقات بين المغرب وغواتيمالا ومجالات التعاون القائمة والواعدة بينهما، ودور المغرب كعضو ملاحظ داخل البرلمانات الإقليمية. وبجمهورية الدومينيكان، نظمت سفارة المملكة حفل استقبال حضره على الخصوص ممثلون عن الحكومة والبرلمان، وأكاديميون، وكذا المجتمع المدني، والسلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين في البلاد، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية وأصدقاء المغرب. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز سفير المغرب، هشام دحان، خصوصية احتفال هذه السنة، الذي يتزامن مع لحظة من تاريخ المغرب المعاصر، تتميز بصلابة مؤسساته، وتوطيد دولة القانون والديمقراطية، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، لاسيما حقوق المرأة، وفقا للرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهة أخرى، تطرق السفير إلى دينامية الدعم الدولي الإيجابية والمستمرة للوحدة الترابية للمملكة ولمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، باعتباره الإطار الوحيد لتسوية هذا النزاع المفتعل، مشيرا في هذا الصدد إلى التطور الكبير الذي شهده موقف فرنسا، الداعم لسيادة المغرب على صحرائه، وذلك انطلاقا من الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إيمانويل ماكرون، إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أشاد السفير بالدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الدومينيكان، والتي من شأنها أن تتعزز في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وفي السلفادور، أبرز القائم بالأعمال بسفارة المملكة، ابراهيم بادي، خلال حفل استقبال، الدلالة البارزة التي يمثلها حدث عيد العرش بالنسبة للشعب المغربي، مذكرا بالمسار التحديثي الذي أطلقه صاحب الجلالة في كافة المجالات. حضر هذا الحفل شخصيات سلفادورية بارزة، من بينها نائبة وزيرة العلاقات الخارجية، أدريانا ميرا، ووزير التربية الوطنية، ونواب بالجمعية التشريعية ونواب ببرلمان أمريكا الوسطى، وكذا بعض عمداء المدن ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالسلفادور، وأفراد من الجالية المغربية. وتطرق الدبلوماسي للنجاحات التي حققها المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية، واتساع دائرة الدول التي اعترفت بسيادة المغرب على أراضيه وتبني عدة قوى دولية لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء. كما أشاد بالدينامية التي تشهدها العلاقات بين المغرب والسلفادور، وبالتنسيق بين البلدين في المحافل الدولية وتوافق الرؤى حول عدة قضايا دولية وإقليمية. من جانبها، نوهت نائبة وزيرة العلاقات الخارجية بالعلاقات الممتازة التي تربط المملكة المغربية وجمهورية السلفادور، والتي تقوم على مبادئ وقيم الاحترام المتبادل، مؤكدة أن بلادها تعتبر المغرب حليفا وشريكا رئيسيا في إفريقيا. وأضافت أن افتتاح أول سفارة للسلفادور في إفريقيا، بالرباط، يعد شهادة حية على تميز العلاقات الثنائية، ورغبة الرئيس نجيب بوكيلي في تطوير العلاقات مع دول إفريقيا انطلاقا من المغرب.