احتضنت مدينة الصويرة خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 12 غشت الجاري، فعاليات النسخة الخامسة لتظاهرة شواطئ الشعر التي تنظمها دار الشعر بمراكش.
وحلقت هذه التظاهرة المنظمة بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة -جهة مراكش آسفي والمديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة، بالشعر في فضاءات مفتوحة وغيرت معالم الأمكنة وجعلتها سحرية ليصل بهاء الكلمة إلى أفئدة الجمهور دون وسائط. وتشكل تظاهرة “شواطئ الشعر”، فضاء ثقافيا واجتماعيا يسعى لتجسير الهوة بين الجمهور والشعر، ضمن برمجة مفتوحة تسمح باللقاءات المباشرة للمبدعين وجمهورهم. كما تشكل وضمن ما شهدته الدورات السابقة (سيدي إفني، أكادير، الصويرة، طانطان) من سفر الشعر بين الأمكنة والفضاءات ضمن ذروة عودة المهاجرين المغاربة للوطن، إحدى اللحظات الرمزية المليئة بالحس الاجتماعي والتلاقي. وشهدت فعاليات الدورة الخامسة ل”شواطئ الشعر”، تنظيم ورشات الشعر والمسرح والقراءة والإلقاء موجهة للأطفال واليافعين، كما انفتح فضاء القراءة العمومية، لمكتبة دار الشعر بمراكش، أمام عموم المصطافين والجمهور والعديد من اليافعين والأطفال المستفيدين من مخيمات الموسم الحالي، لتتحول إلى فضاء مفتوح غير صورة الشاطئ، ومزار ومحج يومي لاستعادة الفعل القرائي، وأيضا للاستفادة من ورشات الشعر والمسرح والتجسيد الحركي. وضمت المكتبة الشاطئية عناوين أحدث إصدارات دوريات منشورات دائرة الثقافة في حكومة الشارقة ومنشورات دار الشعر بمراكش، كما تم إعداد وتشكيل منحوتة رملية على شاطئ الصويرة، تخلد لهذه التظاهرة الثقافية والفنية، من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره. واشتملت فعاليات هذه التظاهرة أيضا على ندوة حول موضوع “الصويرة: الفضاء والذاكرة في المتخيل الشعري والإبداعي” بمشاركة ثلة من الشعراء أبرزوا خلالها أن للأمكنة سحر خاص على الكاتب والشاعر. كما كان جمهور وعشاق الشعر كل ليلة على ضفاف شاطئ الصويرة على موعد مع قراءات شعرية لثلة من الشعراء المغاربة وكانت ديوانا مصغرا للقصيدة المغربية بأصوات أجيالها المختلفة. وأوضح الشاعر عبد الحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الشعرية الكبرى، تندرج ضمن انفتاح دار الشعر في مراكش على مختلف المدن والجهات المغربية الجنوبية، وأيضا من أجل المزيد من الانفتاح على فرص تداول الشعر بالفضاءات العمومية وفتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره. وأضاف أن دار الشعر بمراكش اختارت تنظيم الدورة الخامسة للملتقى بمدينة الصويرة، بعدما انتظمت الدورات السابقة في كل من سيدي إفني وأكادير والصويرة والوطية في طانطان. وأكد على أن “الحاجة للشعر وقيمه أمست ضرورية في عالم موبوء بخطابات الكراهية”، مبرزا أن قدرة الشعر على تجسير الهوة بين الثقافات والشعوب، وتوطين قيم الجمال والمحبة، وترسيخ الحوار الخلاق بين الشعراء، كفيل بترسيم حدود جديدة تقوم على المشترك الإنساني. كما كرمت الدورة الخامسة ل”شواطئ الشعر” الشاعر عبد الرحمان أبسير (الحامولي)، ضمن فقرة تجارب شعرية، والتي تحرص من خلالها دار الشعر بمراكش على الاحتفاء برموز الشعر المغربي، في استحضار موضوعي وعميق لجل التجارب المنتمية لهذا المشهد. وتعتبر تجربة الشاعر عبد الرحمان الحامولي نموذجا حيا لتجربة إبداعية فطرية انبثقت خفاقة في رحاب الإبداع الزجلي المغربي مستحدثة مضامين اجتماعية ونفسية وعاطفية.