في مواجهة حالة الإجهاد المائي بجهة مراكش آسفي، يتيح نظام تزويد جماعة سعادة بالماء الصالح للشرب بواسطة شاحنات صهريجية، استفادة 13 دورا و1045 أسرة من مياه الشرب، وبالتالي تحسين ظروف عيش السكان.
وتضمن هذه العملية التي تعد أساسية لمواجهة ندرة المياه، تزويد السكان المحليين بشكل منتظم بهذا المورد الحيوي.
ويغطي نظام توزيع المياه بواسطة الشاحنات الصهريجية، الذي يعمل بشكل يومي، المناطق الأكثر تضررا من نقص المياه الصالحة للشرب. وتقطع كل شاحنة محملة بالمياه انطلاقا من الخزانات التابعة للجماعة، مسافات طويلة من أجل تزويد الدواوير النائية.
وتختلف كميات المياه الموزعة بحسب الاحتياجات الخاصة لكل دوار، اعتبارا لعدد الأسر والظروف المناخية المحلية.
وفي هذا الصدد، أبرز عبد الرحمن توربي، تقني بجماعة سعادة، أن هذا النظام للتزويد بالماء الصالح للشرب بواسطة الشاحنات الصهريجية الذي وُضع في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال تدبير الموارد المائية والمحافظة عليها، يشمل 13 دوارا بالجماعة، ما يمثل أزيد من 1045 أسرة مستفيدة.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن كميات المياه الموزعة تتلاءم مع حاجيات كل دوار، مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات الموسمية والخصوصيات المحلية.
وأبرز أن الشاحنات الصهريجية مجهزة لضمان جودة المياه التي يتم توزيعها، مشيرا إلى أن عمليات مراقبة منتظمة تجرى لضمان احترام المعايير الصحية الجاري بها العمل.
وأوضح السيد توربي، أن التدبير اللوجستي لهذا النظام يعد أساسيا للاستجابة على نحو فعال لحاجيات السكان، مضيفا أن الفرق تراقب باستمرار مستويات المياه المتوفرة وحاجيات مختلف الدواوير.
وقال إن “ذلك يُتيح لنا تعديل كميات المياه التي يتم توزيعها وتحديد مسارات الشاحنات على نحو أمثل”، مشيرا إلى أنه يتم تعزيز هذه العملية أيضا بحملة للتوعية بضرورة ترشيد استخدام المياه من أجل تدبير أفضل لهذا المورد الحيوي.
وأضاف أن التنسيق مع السلطات المحلية وممثلي الدواوير يعد ضروريا لضمان توزيع عادل للمياه، مؤكدا أن الهدف الأساس هو ضمان استفادة كل أسرة من كمية كافية من المياه الصالحة للشرب، مهما كانت الظروف.
وقال محمد أقبلي، أحد سكان دوار بجماعة سعادة، أنه بفضل هذه الشاحنات الصهريجية يمكن للسكان الحصول بشكل منتظم على الماء الصالح للشرب حتى في حالة الجفاف.
وأضاف “هذا الأمر ساهم في التخفيف بشكل كبير من أعباء حياتنا اليومية، مما يضمن لنا الحصول بصفة مستمرة على الماء الصالح للشرب. لقد أصبحت هذه الخدمة ضرورية بالنسبة لجماعتنا”.
وتندرج هذه المبادرة بشكل تام في إطار توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواجهة الاجهاد المائي. وتعكس إرادة السلطات المحلية في تفعيل حلول ملموسة ومستدامة لحماية الموارد المائية وتحسين عيش السكان، طبقا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى ضمان حصول الجميع على المياه.
ومن أجل الاستجابة للتحديات المرتبطة بإشكالية المياه، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، تم اطلاق سلسلة من الأوراش الاستراتيجية في إطار البرنامج الوطني للتزويد بمياه الشرب والري لمدة تنفيذ تمتد من 2020 إلى 2027 بتكلفة مالية أولية تقدر ب115 مليار درهم.
وشمل هذا البرنامج بالخصوص، اقتناء 1209 شاحنة صهريجية و9717 صهريجا بلاستيكيا ورصد ميزانية مهمة لكراء شاحنات صهريجية لتوفير الماء الصالح للشرب لما يقارب 3 ملايين نسمة بالمناطق القروية المتضررة من العجز المائي.