تتجسد تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في قطاع التعليم على مستوى عمالة وجدة – أنجاد، من خلال برامج هادفة لها وقع فعال على التلاميذ في وضعية هشة، والمنحدرين من المناطق القروية.
وهكذا، ومن خلال دعمها المتعدد الجوانب، أعطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية زخما قويا للجهود المبذولة لتعميم التعليم الأولي، وتشجيع التمدرس، ومكافحة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتاة بالعالم القروي.
وقد مكنت تدخلاتها، بشكل خاص، من إنشاء شبكة من المؤسسات الاجتماعية على مستوى عمالة وجدة – أنجاد، بما في ذلك، من بين أمور أخرى، 4 دور للطالبة والطالب التي تضطلع بدور كبير في الادماج الاقتصادي والاجتماعي للفئات المستهدفة، وذلك تجسيدا لروح وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتضطلع دار الطالبة – إسلي، المنضوية تحت هذه الشبكة، منذ افتتاحها، بدور فعال في المساهمة في الحد من الهدر المدرسي، وتحسين جودة التعليم بالنسبة للفتيات المنحدرات من الوسط القروي.
وتمكن هذه المؤسسة الاجتماعية، التي تم تشييدها وتجهيزها بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تلميذات هذه الجماعة والمناطق المحيطة بها من مواصلة دراستهن بعد المرحلة الابتدائية، وتجاوز عائق بعد المسافة بين المؤسسة التعليمية وقراهن.
وأشارت فاضل خديجة، المسؤولة عن هذه الدار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه البنية، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينها سنة 2009، توفر العديد من الخدمات لفتيات الدواوير التابعة للجماعتين القرويتين إيسلي وسيدي موسى، لاسيما الإيواء والتغذية وخدمات أخرى ذات الطابع التربوي والاجتماعي.
وأكدت أنه بفضل هذه البنية الاستقبالية، التي تهدف إلى أن تكون مشروعا تربويا مندمجا، من حيث المناهج والوسائل والأهداف، تم إنقاذ العديد من الفتيات من ظاهرة الانقطاع عن الدراسة.
وتستفيد هذه المؤسسة، التي تضع الجودة والتميز في مقدمة أولوياتها، من النقل المدرسي الذي ساهم أيضا في تشجيع أسر المستفيدين من خلال تسهيل تنقل بناتهم لمواصلة دراستهن في ظروف جيدة وآمنة.
من جهتها، صرحت التلميذة منال النواري، التي تتابع دراستها في المستوى الاعدادي، بالقول إن “هذه الدار وفرتنا كل الوسائل للمثابرة والتعلم وتحقيق حلمنا في النجاح في مسارنا الدراسي. لولا هذه الدار لا تمكنا من مواصلة دراستنا في الاعدادي”.
وبحسب معطيات قسم العمل الاجتماعي بولاية جهة الشرق، فإن دار الطالبة إسلي تخضع لأشغال التوسعة لإتاحة الفرصة لمزيد من الفتيات من هذه المنطقة القروية، واللائي يتزايد عددهن من سنة إلى أخرى، للاستفادة من خدماتها ومواصلة تعليمهن في ظروف جيدة.
وأكد محمد المنصوري، عن قسم العمل الاجتماعي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انخرطت بقوة في النهوض بالتمدرس ومكافحة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات بالعالم القروي، مشيرا إلى أن عمالة وجدة – أنجاد تتوفر على أربعة دور للطالبة تتسع لحوالي 330 تلميذا، بما في ذلك العديد من الفتيات.
من جهة أخرى، يضيف المنصوري، فإن تعزيز توفير النقل المدرسي، يشكل أيضا أولوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، من أجل مكافحة الهدر المدرسي من جهة، وتسهيل الولوج إلى الخدمات التعليمية، من جهة أخرى.