أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن الإرهاب والتطرف العنيف من بين أخطر التهديدات للسلم والأمن العالميين، والتي تؤثر على الدول والمجتمعات من جميع الثقافات والأديان دون تمييز، مشيرا إلى أن مواجهة الإرهاب تتطلب التزاما دوليا بالتعاون وتبادل المعرفة الاستراتيجية وتنمية المهارات المتخصصة التي تتكيف وتواكب التهديدات المتطورة باستمرار.
جاء ذلك في كلمته اليوم الجمعة (25 أكتوبر 2024)، خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من الدورة التدريبية حول التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، الذي احتضنه مقر الإيسيسكو في الرباط، وعقده مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بالرباط، بالتعاون مع جامعة الأخوين بالمملكة المغربية، وشهد حضورا رفيع المستوى لعدد من المسؤولين بمنظمة الأمم المتحدة وكوكبة من السفراء والخبراء في المجال، وتم خلاله تسليم شهادات التخرج إلى 22 متدربا من 7 دول إفريقية.
واستعرض المدير العام للإيسيسكو جهود المنظمة في مواجهة التطرف العنيف على مدى السنوات الماضية، من خلال مبادرات وبرامج وأنشطة متنوعة، منها المؤتمر الدولي لمكافحة التطرف العنيف، الذي احتضن مقر الإيسيسكو النسخة الثالثة منه في شهر نوفمبر 2023، وإطلاق “موسوعة تفكيك الخطاب المتطرف” بالشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، بهدف تفكيك المنظومة الفكرية التي يرتكز إليها خطاب التطرف، وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح، وتعزيز مناعة المجتمعات ضد الغلو.
وأوضح أن الإيسيسكو تعمل على تعزيز الحوار بين الثقافات وتسليط الضوء على دور المؤسسات التعليمية والدينية والفكرية في بناء نظام قيمي أخلاقي قائم على المنهج العلمي المستشرف للمستقبل، محذرا من أن استخدام الجماعات المتطرفة المتزايد لتكنولوجيا الاتصالات، ولا سيما تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يسهل عمليات تجنيدهم للأطفال مستقبلا.
واختتم الدكتور المالك كلمته بالتأكيد على نهج الإيسيسكو المتوصل لمكافحة التطرف العنيف وتجفيف منابع الأفكار المتطرفة، مشيدا بما يقوم به مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرباط، وذلك بتعاون ودعم من السلطات المغربية.