افتتحت أمس الخميس بالرباط، الدورة الـ 13 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتتزامن هذه الدورة، التي يحتضنها مقر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مع الذكرى العاشرة لتأسيس المركز، كما تتميز عن سابقاتها من عدة جوانب، لاسيما العودة إلى الرباط التي احتضنت أولى دورات المؤتمر، والانتقال من مؤتمر ذي موضوع وحيد إلى مؤتمر متعدد التخصصات.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، في افتتاح هذه الدورة، إن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “وضع المحيط الأطلسي في صلب اهتماماته”، مؤكدا أن المبادرة الملكية من أجل الأطلسي، الهادفة إلى فك العزلة عن اقتصادات بلدان الساحل، تجسد التعددية التضامنية التي تتبناها المملكة.
وأضاف أن هذه المبادرة تعتبر “ضمانة” تهدف إلى تمكين بلدان الواجهة الأطلسية من مواجهة التحديات المختلفة بشكل جماعي في عالم يزداد تعقيدا.
من جهة أخرى، توقف السيد العيناوي، عند التجربة والخبرة التي راكمها المركز منذ تأسيسه، مشيرا إلى أنه يسعى إلى المساهمة في بناء منظومة “فكرية” من خلال الدورات المختلفة لمؤتمر “الحوارات الأطلسية”.
ورحب بعودة هذا الحدث البارز إلى عاصمة المملكة التي استضافت أولى دورات المؤتمر، لافتا إلى مشاركة أكثر من 66 جنسية من عالم الأعمال والتفكير الاستراتيجي في هذه الدورة.
وستتميز دورة 2024 من المؤتمر، التي ستولي اهتماما خاصا بالمبادرة الملكية من أجل الأطلسي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات سابقين ووزراء حاليين، ودبلوماسيين، ومسؤولين رفيعين، وباحثين وممثلي مراكز التفكير.
ومن بين المستجدات التي تم إدراجها ضمن محتوى “الحوارات الأطلسية” 2024، هي هيكلة المؤتمر حول عدة مواضيع متقاطعة، بدلا من موضوع واحد، مع اعتماد مقاربة جديدة لإدارة المؤتمر الدولي تربط بين الحوار والعمل.
وتهدف هذه الصيغة الجديدة من “الحوارات الأطلسية”، إلى دراسة الديناميات التي تشهدها البلدان المجاورة للأطلسي والرهانات الجديدة للتعاون الدولي من منظور “الجنوب الجديد”.
ومن بين تجلياتها، استكشاف مبادرات جديدة تهدف إلى تشكيل مستقبل المنطقة بطريقة بناءة ومندمجة، على غرار المبادرة الأطلسية المغربية، التي تسعى إلى مساعدة بلدان الساحل على تجاوز العقبات التي تعترض تنميتها وتسريع اندماجها في الاقتصاد العالمي.
كما ستسلط الدورة الـ 13 لمؤتمر “الحوارات الأطلسية الضوء على تأثير التوترات السياسية-الاقتصادية على الجغرافيا السياسية العالمية والتعددية. وسيتم استثمار هذا الحدث لاستكشاف الحاجة إلى حكامة عالمية فعالة في عالم يتسم بتنامي التنافس بين القوى الكبرى، مع الأخذ في الاعتبار مطالب “الجنوب الجديد”، وذلك من خلال حوار شامل يدمج بشكل فعال آليات التعاون بين الشمال والجنوب.
كما سيتناول هذا الموعد الجديد من “الحوارات الأطلسية” مجموعة متنوعة من المواضيع الاقتصادية والجيوسياسية، التي تعكس التحولات التي يشهدها الأطلسي الموسع والمندمج بشكل أفضل، عبر جلسات نقاش، وموائد مستديرة، وغيرها من الجلسات التفاعلية.
وتشمل المواضيع المبرمجة، الدبلوماسية الثقافية، ونموذج الأمن الإقليمي، والبنيات التحتية الذكية، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى قضايا رئيسية أخرى تستدعي تعزيز التنسيق بين الشمال والجنوب، وتوفر مجموعة واسعة من الرؤى والحلول بشأن قضايا الحكامة العالمية.
وتتضمن هذه الدورة، 11 جلسة عامة تتناول موضوعات متنوعة، تكملها 20 جلسة عمل صغيرة، لتعميق النقاشات حول الديناميات الأطلسية والرهانات الجديدة للتعاون الدولي، بدعم من الخبرة العابرة للقارات ل”الحوارات الأطلسية”.